

تنهد أيها الليل قليلا
او كثيرا..
يا وقتا عابرا يمضي
من هنا نتبادل أجمل أحلامنا
قبل أن تجف صرخاتنا
وقبل أن نمضي إلى كهوفنا،
نداعب عتمة السؤال
*
تذكر أيها الشعر لغتنا
نشوة الصباح الباكر فينا
وصفاء ليل سهران..
يغني
ويلبس أشلاءنا
ويمشي إلى لذة الغياب،
كقطرات الندى،
والرماد والأسرار
*
أغلق باب قلبك
وأسئلة الناس المتشعبة
أيها الهارب..الخائف
من قطيع يحكى عنه
في القصائد والأبيات
وفي القصص..
عادة يتمادى في القيل
والقال..
ولا يغلق بابا في وجه الثوار
لم يسمع عنه في الأساطير
يغني المعزوفات والألحان
*
نحن نحب الفجر الطويل
والمساء البارد
نحب ماض تلظى
ونحب قلبا عامرا برائحة الزعتر،
والاقحوان
قلبا يحرث ويبذر
ويعطينا عباءة يخيطها الزمن
وماء عذبا يشد ضمائرنا شدا
بدون انتظار
بدون قلب ينبض ملء لقمة..
تخبئها الأقدار
*
كم أجهل حياتي المفصلة
وغربة السلالم التي تقود خطاي
وتفرش عينيها الآن وغذا
على سكة بلا ميعاد
رأيتها هناك في المنام تتدلى كالماء
رايتها كالنهر الجاري متدفقة
كالبحر..
كالشعر..
تشعل الشمع وتحتفل بعيد ميلادها
قبل أن تموت بالمقصلة
وتفتح أهدابها للأرض والسماء
وكل النجوم المنتشرة
*
هذا المحراث الذي يمشي في التراب،
تعبت يداه
وعلقها بنفسه أغنية كالخريف
في حجر بين الطاولة والوسادة
بين السقوط والانتصار
وبين خطوة تمزقت قبل بدايتها
وخافت أن أراها
لكنني أراها بمصباح يدوي يجيء..
ويضيء وجهها كفانوس
ويوقظها من طوفان أخير..
ومن الموت
*
أمشي ومعي يمشي سؤال غريب
أبحث عن أنقاض عشتار
ودونما حشرجة او انتظار
أخلق فرحا في الرماد
يقود جنوني كصعقة خيانة
لأكتب الربيع مثلكم
وأرقص واغني باسم كل الأشياء
باسم الفقراء..البؤساء
باسم الرعب والجنون
باسم الوطن المقهور
وباسم خطانا المتعثرة
*
وفي مدينتنا مات الحضور..
ومات الغياب
ولا شيء يضيء
ولا شيء سيجيء
رواياتنا قرأها كل الرفاق،
وذهبوا
و حكاياتنا متداولة هنا وهناك
وغبار الشمس ثراثيل مخبأة في مكان ما
مجهول بابها..
خرساء صوتها
وما تزال
*
فهل يا ترى سينمو عشب النهار
قرب هذا الدمع..والنبع،
وكآبة الكلام..؟
هل ستضيء من جديد فوانيسنا..؟
وتزهر ارضنا كي تتدلى عناقيد العنب،
وهذا الصدى..؟
هل سيتتيقظ هذا النهار من جديد
كي يضيء كالشمس ليالينا…؟
وتنمو هذه السنبلة العطشى فينا…