من تغريدة إسرائيلية إلى رد تركي ناري… الضربة على الدوحة تفتح جبهة جديدة في الفضاء الرقمي
أعاد العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة خلط الأوراق في الشرق الأوسط، ليس فقط على المستوى الميداني والدبلوماسي، بل أيضاً على صعيد الخطاب الإعلامي والسياسي المتداول عبر المنصات الرقمية. فقد تحوّل موقع «إكس» إلى تراشق كلامي حاد، أثار المخاوف بشأن مستقبل الاستقرار في المنطقة.
«إكس» تتحول إلى خط المواجهة
على منصّة «إكس»، نشر صحافي إسرائيلي تغريدة مثيرة للجدل قال فيها: «اليوم قطر وغداً تركيا. إسرائيل تحارب الإرهاب». هذا التعليق فُسّر كإشارة إلى احتمال توسيع دائرة الضربات. ولم يتأخر الرد، إذ سارع أوكتاي سارال، كبير مستشاري الرئيس التركي، إلى الرد بعبارات نارية حملت تهديداً ضمنياً لمحو إسرائيل عن الخريطة.
التحركات الدولية: مفتاح تهدئة أو إشعال التوتر
تلعب القرارات الدولية دوراً حاسماً في ضبط التوتر أو تأجيجه. مواقف مجلس الأمن، البيانات الأميركية والأوروبية، ونتائج القمم العربية والإسلامية ستكون المؤشر الأقوى على اتجاه الأزمة. أي تحرك رسمي لدعم دولة على حساب أخرى قد يرفع منسوب التوتر ويجعل من الصعب احتواء المواجهة، بينما الوساطات الدبلوماسية الناجحة قد تخفف من حدة التصعيد وتفتح المجال لحوار إقليمي أوسع.
هل المنطقة على حافة انفجار كبير؟
التصعيد الكلامي بين تركيا وإسرائيل على منصات التواصل الاجتماعي يعكس حالة احتقان حقيقية بعد ضربة الدوحة، لكنه لا يعني بالضرورة انزلاقاً فورياً إلى مواجهة مباشرة. ومع ذلك، فإن تراكم الأزمات — من غزة إلى الخليج، ومن أنقرة إلى طهران — يشير إلى أن المنطقة تقف على مفترق طرق حساس. إمّا احتواء دبلوماسي يفتح الباب لمرحلة جديدة من الحوار، أو انزلاق تدريجي إلى صراع طويل الأمد قد يعيد إلى الأذهان الحروب الممتدة في تاريخ الشرق الأوسط.
كابريس: الإعلام بين التحذير والتحليل
من موقعها كمنبر رأي وتحليل سياسي، تتابع جريدة كابريس بدقة تفاصيل هذا التصعيد في الخليج والشرق الأوسط. وترى أن خطورة المرحلة تكمن في أنّ المعارك لم تعد تُدار فقط بالصواريخ والطائرات، بل أيضاً بالكلمات والتغريدات التي تُلهب الرأي العام وتضغط على صناع القرار. إنّ تحويل الفضاء الرقمي إلى ساحة صراع مفتوح قد يكون في بعض الأحيان أخطر من العمليات العسكرية، لأنه يهيّئ الأرضية النفسية والذهنية لأي مواجهة محتملة. من هنا، تؤكد كابريس على أن دور الإعلام الجاد هو التذكير بالمخاطر، وتحليل المعطيات بهدوء، حتى لا تنزلق المنطقة إلى نزاع طويل الأمد يدفع ثمنه الجميع.
سكرتير تحرير جريدة كابريس
