إيكوكو 48 : كابرانات الجزائر في عرض وهمي جديد في لشبونة… المسرحية مستمرة!

kapress28 نوفمبر 2024آخر تحديث :
إيكوكو 48 : كابرانات الجزائر في عرض وهمي جديد في لشبونة… المسرحية مستمرة!

منير نافيع/كابريس

في العاصمة البرتغالية لشبونة، ستنطلق غدا النسخة الـ48 من “إيكوكو”، الندوة السنوية التي يصر الكابرانات على تقديمها للعالم رغم تراجع اهتمام الجمهور وتلاشي الأضواء عنها. الحدث، الذي يروج له باعتباره منصة لدعم قضايا “حق تقرير المصير”، لا يعدو كونه تجميعًا لجماعة انفصالية وهمية، أُنشئت في مطابخ النظام الجزائري، لتلعب دور “الضحية” على الساحة الدولية عبر شعارات فارغة وصورة مختلقة.

كما هو الحال في كل عام، يُنتظر أن يقتصر الحضور على وفود جزائرية مشحونة بشعارات مهترئة وأموال الغاز، إلى جانب مجموعة ضئيلة من الأوروبيين، الذين قد يكونون هناك فقط بسبب القهوة المجانية أو رغبة في إضاعة بعض الوقت خلال عطلة نهاية الأسبوع. أما بالنسبة للهدف الرئيس لهذا التجمع، فهو تكرار الأسطوانة المشروخة عن “حق تقرير المصير”، في حين أن الجماعة الانفصالية نفسها عجزت عن تحديد مصير خطابها، الذي يتخبط مع مرور الوقت ويغرق في المجهول.

الطريف في الأمر هو أن الجزائر، التي تواجه انتقادات دولية حادة بسبب إغلاق أبوابها في وجه المراقبين الدوليين وقيامها بقمع المعارضين السياسيين، تواصل رفع شعارات “حقوق الإنسان” أمام الجمهور الدولي. هذا التناقض صار بمثابة كوميديا سياسية، حيث يواصل الكابرانات تقديم أدوارا بعيدة عن واقعهم، وكأنهم على خشبة مسرح يعكس صورة مزيفة تفتقد للمصداقية.

أما البرتغال، التي تحتضن الندوة، فقد أعلنت دعمها للجهود الأممية لحل النزاع وفقا للشرعية الدولية، لكنها في الوقت ذاته كشفت عن ضعف تأثير هذه الفعالية، عندما فضل العديد من السياسيين البرتغاليين الامتناع عن المشاركة بحجة “الانشغال” بمهام أخرى أكثر أهمية. يبدو أن هذه الفعالية لم تعد تجذب حتى من هم داخل البلد المضيف.

في الوقت الذي يزداد فيه الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كحل واقعي للنزاع، تستمر “إيكوكو” في تقديم عروض باهتة وغير مؤثرة. المجتمع الدولي بات يدرك أن هناك حلا جديا للنزاع، بينما يواصل الكابرانات محاولاتهم الفاشلة لإعادة الحياة إلى قضية وهمية تتآكل مع مرور الزمن.

في الختام، قد يكون من الأفضل لمنظمي هذه الفعالية أن يعيدوا التفكير في أهدافها، بل ربما من الأفضل لهم تحويل “إيكوكو” إلى مهرجان كوميدي سياسي، حيث يمكنهم جذب جمهور يستمتع بسماع النكات حول قضايا لا وجود لها إلا في أذهان الكابرانات. أما إذا كنت تبحث عن فعالية ذات جدوى في لشبونة، فالأفضل لك أن تستمتع بالقهوة في أحد المقاهي أو تزور أحد المتاحف بدلاً من إضاعة الوقت في هذا العرض الذي لا يقدم شيئا جديدا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة