
منير نافع / كابريس
تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة أزمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة، تتجلى في ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل غير مسبوق، مما دفع بالكثير من المواطنين إلى اللجوء لاستهلاك لحوم الحمير كبديل رخيص. هذا الوضع يعكس تدهوراً مقلقاً في معيشة المواطن الجزائري، ويطرح تساؤلات حول مسؤولية النظام الجزائري في توفير حياة كريمة لشعبه.
أسعار اللحوم في تزايد مستمر
تشير التقارير المحلية إلى أن أسعار اللحوم الحمراء قد ارتفعت بشكل كبير، مما جعلها بعيدة عن متناول العديد من العائلات الجزائرية. هذا الارتفاع المستمر في الأسعار أدى إلى انتشار ظاهرة استهلاك لحوم الحمير، والتي باتت تشكل بديلاً أرخص رغم المخاطر الصحية المرتبطة بها. هذه الظاهرة أثارت استياءً واسعاً بين المواطنين، الذين يشعرون بأنهم مجبرون على استهلاك لحوم غير صحية نتيجة لعدم قدرتهم على شراء اللحوم التقليدية.

و تعتبر الجزائر واحدة من أغنى الدول الإفريقية بالموارد الطبيعية، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية القابلة للاستثمار. ومع ذلك، يعاني الشعب الجزائري من مشاكل اقتصادية كبيرة، بما في ذلك البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة ونقص السلع الأساسية. هذه المفارقة بين الثروات الطبيعية والوضع المعيشي الصعب تثير تساؤلات حول كيفية إدارة هذه الموارد، ومدى استفادة المواطنين منها.
و تشير العديد من التقارير إلى أن النظام الجزائري يقوم بإنفاق مليارات الدولارات في دعم الجماعات الإرهابية وتشجيعها على زعزعة استقرار الدول الأخرى. هذا الدعم لا يقتصر على الموارد المالية فقط، بل يمتد إلى توفير التدريب والتسليح. هذه السياسات الخارجية تُعدّ استنزافاً للموارد الوطنية، والتي يمكن استغلالها بشكل أفضل لتحسين الوضع الاقتصادي داخل البلاد.
لا شك أن الوضع الحالي يتطلب إصلاحات جذرية على جميع المستويات. من الضروري أن تقوم الحكومة الجزائرية بتبني سياسات اقتصادية جديدة تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد الكلي على النفط والغاز. يجب التركيز على تطوير الزراعة والصناعات التحويلية، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.
كما ينبغي على الحكومة تحسين نظام التوزيع وتوفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار معقولة، والحد من التلاعب بالأسعار والاحتكار. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تُعاد النظر في السياسات الخارجية التي تستنزف موارد البلاد دون تحقيق فائدة واضحة للشعب الجزائري.
يعبر الكثير من الجزائريين عن إحباطهم من الوضع الحالي، خاصة وأنهم يشعرون بأنهم يعيشون في بلد غني بالموارد لكنهم لا يستفيدون منها بشكل عادل. ومع ذلك، يظل الأمل موجوداً في أن تُحدث الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة تغييراً حقيقياً في حياتهم. يبقى على النظام الجزائري أن يستمع لصوت الشعب ويتحمل مسؤولياته تجاه تحسين معيشة المواطنين وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
في الختام، يتضح أن التحديات التي تواجه الجزائر كبيرة ومعقدة، لكنها ليست مستحيلة الحل. بتضافر الجهود والإرادة السياسية الحقيقية، يمكن للجزائر أن تتجاوز هذه الأزمة وتحقق تنمية شاملة ومستدامة تعود بالنفع على جميع المواطنين.