زكريا اشرة : الرشيدية
انطلقت يوم الثلاثاء 6 ماي 2025 فعاليات الملتقى الأول للخطارات الذي تنظمه جمعية جسور للبيئة والتنمية بقصر العشورية جماعة فزنا دائرة أرفود إقليم الرشيدية ، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، وبتنسيق مع جماعة فزنا، تحت شعار : الخطارات بين حكامة الموروث الثقافي وآفاق الاستدامة.
ويأتي هذا الحدث الثقافي البيئي لإعادة الاعتبار لأحد أقدم أنظمة تدبير المياه في العالم الواحي وهو نظام الخطارات الذي شكّل عبر قرون أساس الحياة والاستقرار بالمناطق الجافة وشبه الجافة بالمغرب.
الخطارات من عمق الأرض إلى قلب الوعي البيئي.
يروم الملتقى تسليط الضوء على الخطارات بوصفها منظومة بيئية وثقافية متكاملة تتجاوز بعدها التقني إلى أدوارها الاجتماعية والاقتصادية، كما يسعى إلى ترسيخ قيم المواطنة البيئية وربط الأجيال الصاعدة بموروثها المحلي، ومن بين أبرز أهداف الملتقى التعريف بالخطارات وإبراز مكانتها في الذاكرة الجماعية الواحية، تعزيز الوعي المجتمعي بضرورة صيانتها وتثمينها، ربط البعد التربوي بالتراث المحلي عبر أنشطة موجهة للتلاميذ، تشجيع التوثيق والبحث العلمي حول هذا التراث المائي الفريد، إدماج الخطارات في النقاش المعاصر حول الاستدامة البيئية.
يقدم الملتقى باقة من الأنشطة المتنوعة التي تجمع بين المعرفة والتكوين والتجربة الميدانية، معرض تراثي يوثق لذاكرة الماء ومظاهر الحياة الواحية، ندوات ولقاءات علمية تناقش أدوار الخطارات في ظل التحولات المناخية والاجتماعية، ورشات تربوية ومسابقات ثقافية موجهة للمتعلمين لتعزيز ارتباطهم بمحيطهم الثقافي، خرجات استكشافية إلى مواقع الخطارات لفهم خصوصياتها التقنية والإيكولوجية عن قرب.
يمثل هذا الملتقى منصة مفتوحة للحوار والتفكير المشترك تجمع فاعلين جمعويين وباحثين ومهتمين بالشأن الترابي من أجل بلورة رؤية جماعية حول صون هذا الموروث ، وتفعيل دوره في التنمية المحلية، لأن الخطارات ليست مجرد منشآت تحت الأرض بل هي شرايين الحياة وتجسيد حي لعبقرية الإنسان في الانسجام مع الطبيعة.
