منذ الصباح الباكر حوالي :الساعة 7:30 صباحا من يومه الجمعة 20, شتنبر 2024 ، انتقل طاقم جريدة كابريس الى المركز الصحي باولاد تايمة، عند مدخل المستشفى يأتيك احساس منذ الوهلة الأولى بأنك ستصاب بمرض نفسي نتيجة لطريقة تعامل العاملين داخله مع المرضى. اول ما رأت اعيننا، شيخا كبيرا في السن يتجاوز الثمانينات و هو يتألم بشدة، ينتظر دوره الذي قد يأتي او لا يأتي، فكانت لنا دردشة قصيرة مع احد افراد عائلته، “ابنه” هذا الاخير صرح لنا بأن والده ملقى على سرير في غرفة المستعجلات منذ ازيد من نصف ساعة يتألم دون ان يخضع للمراقبة، بعدها قام الابن من مكانه لاستفسار الطبيبة عن حالته، هي بدورها أمرت مساعدة بأخد عينة من دمه ثم أخدت متاعها وأنصرفت، بقي الشيخ بعد أخد العينة من الدم لمدة لا تقل عن ساعتين بدون مسكن ولا مراقبة، بعد ذلك إستفسر إبنه مرة أخرى احد الاطر الذي مر بجانبنا عن ما إذا كان من الممكن أن يعطى للشيخ مسكنا ليوقف وجعه الذي يمزق أحشاءه، دخل الاخير مكتب الطبيب، تم قام باعطاء الشيخ المريض شوكتين مسكنين للالم و عند خروج الابن سألناه فصرح لنا : ” قيل لنا أن الدواء غير متوفر يجب علينا شراؤه، صراحة لم نثق في هذا المستشفى سنضطر لنقله الى مدينة اكادير” ،
بعد مدة قصيرة علمنا أن الشخص الذي قام بتسجيل الدواء ليس بطبيب بل هو مساعد طبيب فقط،
هنا يطرح سؤال كبير هل أرواح الناس وصحتهم سهلة وهينة حتى يتم التلاعب بها بهذا الشكل؟هل المساعد من يصف الدواء ويراقب المرضى؟ أين طبيب المستعجلات والتخصصات الاخرى؟.
مكث الشيخ المسكين يتألم لساعات طوال ينتظر نتائج تحليل الدم، لان تقني المختبر تأخر في المجيء . وبعد مدة من الانتظار طلب من الشيخ المسن الخروج للخارج لأن أسرة المستعجلات غير كافية أمام الكم الكبير للمرضى. كل هذا يعطي إنطباع أن المواطن الهواري هو مواطن من الدرجة الثانية أو الثالثة بالمقارنة مع الخدمات المقدمة في عدة مستشفيات في مدن مغربية اخرى. مستاؤون من خدمات المشفى قالوا إن المكلفين ببعض خدمات المشفى “نادرا ما يتواجدون في أماكنهم، ويضطر المرضى وعائلاتهم إلى انتظار وقت طويل حتى يأتي هؤلاء لتمكين المرضى من العلاج في قاعات المستشفى”.
و اضافوا : “ طبيب المستشفى المركزي نادرا ما يكون حاضرا في حين يتكلف مجموعة من الممرضين غير المدربين على مجموعة من الحالات المستعصية”.
و على الرغم من النداءات المتكررة من المواطنين مستنكرة الوضع الغير الطبيعي داخل هذه المستشفى بسبب ضعف الخدمات و قلة الاطر و عدم احترام حالات المرضى و نفسية عائلاتهم فإن الوضع داخله يزداد تأزما و يجب تدخل المسؤولين عن قطاع الصحة بجهة سوس ماسة لتصحيح الوضع الذي يعيشه هذا (المستشفى) .