منير نافيع/كابريس
في خطوة تصعيدية جديدة، أطلقت جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تهديدات مباشرة تجاه موريتانيا، على خلفية مشروع فتح معبر تجاري بين المغرب وموريتانيا. هذا المعبر، الذي يهدف إلى تعزيز الروابط التجارية بين البلدين، أثار غضب الجبهة الانفصالية التي تعتبره تهديدًا لمصالحها الإستراتيجية في الصحراء الكبرى.
القيادي البارز في جبهة البوليساريو، بشير مصطفى السيد، وجه تحذيرا رسميًا للسلطات الموريتانية، مطالبا إياها بالتراجع عن دعم المشروع، مهددًا بالتصعيد العسكري في حال استمر الدعم لمشروع المعبر. وقال السيد: “إذا تم تنفيذ هذا المشروع، ستكون الحدود بين الصحراويين والمغرب، مما يعني تورط موريتانيا في حرب مفتوحة”.
وتنتمي هذه التهديدات إلى سياسة تصعيدية يتبناها النظام الجزائري، الذي يسعى، من خلال دعمه لجبهة البوليساريو، إلى خلق أزمات متواصلة في المنطقة بهدف إعاقة أي تطور إيجابي بين المغرب وجيرانه. وبحسب مراقبين، فإن هذه السياسة المتهورة تضر بمصالح الشعب الصحراوي المحتجز في مخيمات تندوف، الذين أصبحوا ضحايا لتصريحات وعنف الجبهة المدعومة من الجزائر.
وتشير المعطيات إلى أن الصحراويين في المخيمات يعانون بشكل مضاعف جراء تصعيد الخطاب البوليساري، والذي لا يفيد قضيتهم بقدر ما يعزز الوضع المأساوي لهم، ويعرضهم لمزيد من الأزمات الإنسانية. كما أن الجزائر، التي تشهد سياساتها الخارجية فشلًا متكررا في معالجة النزاع، تتحمل جزءا من المسؤولية في زيادة تعقيد هذا الملف.
وفي هذا السياق، تزداد المخاوف من تداعيات هذه التهديدات على استقرار المنطقة ككل، خاصة أن موريتانيا تجد نفسها في موقف حساس، حيث تواجه ضغوطا كبيرة من الجبهة البوليساريو في وقت تعمل فيه على تعزيز العلاقات مع جارتها المغرب.