منير نافيع/كابريس
يبدو أن البرلمانية الجزائرية مليكة صوريل لم تستفق بعد من الصدمة التي أحدثتها زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية، ذات الأصول المغربية، رشيدة داتي، إلى مدينة العيون. لكن بدل أن تتعامل مع الحدث بواقعية سياسية، فضلت الهروب إلى الأمام، مستخدمة أسلوب الهجوم الشخصي، في انزلاق غير مبرر، يتجاوز حتى حدود الأخلاق السياسية.
لم يكن انتقادها موجها للوزيرة بحد ذاتها فقط، بل امتد إلى والدتها، فقط لأنها ارتدت الحجاب الإسلامي! وكأن الأمر بات جرمًا في أعين من يدعون الدفاع عن الهوية الإسلامية. هذا الموقف يضعنا أمام تناقض صارخ بين الخطاب الرسمي الجزائري الذي يرفع شعارات الدفاع عن القيم الدينية، وبين ممارسات بعض مسؤوليه التي تنضح بإقصائية غريبة لا تفرق بين المواقف السياسية والاختيارات الشخصية.
إن استهداف الأشخاص بناء على خلفياتهم العرقية أو خياراتهم الدينية، ليس فقط سقوطا أخلاقيا، بل مؤشر على ضيق الأفق الفكري وانعدام الحجة السياسية. فكيف لمن يدعي الدفاع عن القيم الوطنية أن ينزلق إلى مهاجمة أفراد بناء على مظهرهم أو انتمائهم؟ أليس هذا تناقضا صارخا بين ما يقال في العلن وما يمارس في الخفاء؟
في ظل هذه المواقف المتضاربة، نفهم لماذا لجأت بعض الجزائريات في مشهد استعراضي إلى إحراق الحجاب خلال استقبال ديغول يبدو أن بعض العقليات لم تبرح مكانها، ولا تزال رهينة عقد الماضي، رغم أن الزمن تغيّر والعالم أصبح يرى الأمور بوضوح أكبر!
