
منير نافيع/كابريس
في مشهد درامي يتصدر الساحة الدولية، يسير المغرب بخطوات ثابتة نحو طي صفحة نزاع الصحراء إلى الأبد، بينما تزداد عزلة “البوليساريو” التي لا تزال أسيرة شعاراتٍ رنانة وأوهام لم تعد تقنع حتى أنصارها. ورغم علم الجبهة بما يجري على أرض الواقع، إلا أن خيبة الأمل المستمرة تدفعها إلى مواصلة العناد الذي يكشف عن عمق الفشل المزمن في مشروعها الانفصالي.
اليوم، وأمام خطوات المغرب الهادئة والدقيقة، تأتي الصفعة الدبلوماسية من فرنسا، التي تشير التقارير إلى استعدادها لافتتاح قنصلية في مدينة العيون، في خطوة اعتبرها المحللون تحولا مفصليا في تاريخ نزاع الصحراء. هذا الاعتراف المرتقب بمغربية الصحراء يمثل انتصارا دبلوماسيا من الطراز الأول، ويزيد من عزل “البوليساريو” وحليفها التقليدي، النظام الجزائري.
وفي محاولة يائسة لتوجيه الأنظار بعيدا عن التحول الفرنسي الكبير، أطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سلسلة من الزيارات إلى عمان ومصر، في خطوة بدت أشبه بمسرحية تهدف إلى إلهاء الرأي العام الجزائري عن الفشل المتواصل في ملف الصحراء. لكن الحقيقة الصادمة باتت واضحة، ولم يعد من الممكن التستر على حقيقة أن الانتصار الدبلوماسي للمغرب يقترب، فيما تعيش “البوليساريو” آخر فصول أوهامها.
إن افتتاح القنصلية الفرنسية في العيون سيكون بمثابة ضربة قاضية لـ”البوليساريو”، ومعها للنظام الجزائري الذي فقد أوراق اللعبة في مواجهة المغرب. وتأتي هذه الخطوة لتعزز قناعة دولية متزايدة بعدالة القضية المغربية، وتضع حدا لعقود من الشعارات التي لم تحقق شيئاً سوى الإمعان في عزلة “البوليساريو” وفضح قصور حلفائها في المنطقة.