الحكومة بين الشعارات والواقع… أزمة ثقة متفاقمة

kapress23 يوليو 2025آخر تحديث :
الحكومة بين الشعارات والواقع… أزمة ثقة متفاقمة

بقلم: زكرياء الأشرة – مراسل جريدة كابريس

منذ تشكيلها سنة 2021، لم تنجح الحكومة المغربية، بقيادة أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، في إقناع الشارع المغربي بأنها حكومة حلول. فقد تحوّلت الشعارات الرنانة إلى مجرد خطابات خاوية، بينما يتعمّق شعور المواطن بالتهميش والخذلان.

وعود انتخابية… تحوّلت إلى سراب

رفعت الأغلبية الحكومية وعودًا لامست طموحات المواطنين: “كرامة”، “فرص الشغل”، “مدرسة عمومية محترمة”، و”خدمات صحية لائقة”. إلا أن الزمن كفيل بكشف الزيف؛ فلا الوظائف تحققت، ولا الأسعار استقرت، ولا الإصلاحات طالها التنفيذ الجاد.

الغلاء يلتهم القدرة الشرائية

شهدت الأسواق ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الخضر، والزيوت، والوقود، دون تدخل فعّال من الحكومة. المواطن البسيط وجد نفسه وحيدًا في مواجهة غول الغلاء، بينما تكتفي السلطة التنفيذية بتبريرات تقنية لا تلامس واقع الأسر اليومية.

تصدّع الأغلبية وارتباك في القرارات

رغم مظاهر “الانسجام الحكومي” التي تُروَّج إعلاميًا، إلا أن خلف الكواليس توترات عميقة بين الفرقاء السياسيين. تصريحات متضاربة، وصراعات خفية على المناصب والملفات، عرّت هشاشة التحالف الثلاثي وعمّقت فقدان الثقة في الجدية السياسية.

تهميش الكفاءات وهيمنة الولاءات

من أبرز اختلالات الحكومة الحالية، تفشي منطق المحاباة الحزبية في التعيينات. النتيجة: وزراء بدون كفاءة تواصلية أو تصور إصلاحي واضح، وارتجالية في تدبير قطاعات استراتيجية، في وقت يحتاج فيه المغرب إلى حزم وكفاءات حقيقية.

غياب حوار اجتماعي حقيقي

الحوار مع النقابات تحول إلى مجرد جلسات شكلية. الاتفاقات تُوقع ثم تُفرغ من مضمونها، والاحتجاجات في قطاعات حيوية (كالصحة والتعليم والعدل) تتصاعد دون إجابات ملموسة من الحكومة، التي تكتفي بمواقف دفاعية متشنجة.

خلاصة: حكومة ضيّعت البوصلة

أداء الحكومة الحالية يكشف عن غياب الرؤية، وضعف المبادرة، وانفصال تام عن نبض الشارع. لقد تحولت وعود الإصلاح إلى فرص ضائعة، بينما تتعمق أزمة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة