الحموشي يأمر بالتكفل بحالة الضابط عادل غضايفي ضحية حادث دهس مقصود أثناء أداء الواجب

kapress11 يونيو 2025آخر تحديث :
الحموشي يأمر بالتكفل بحالة الضابط عادل غضايفي ضحية حادث دهس مقصود أثناء أداء الواجب

في مشهد مؤثر يلخص معنى الوفاء للواجب المهني، يرقد بمصحة مرس السلطان بالدار البيضاء الضابط عادل غضايفي، أحد أبناء المؤسسة الأمنية الأوفياء، وعضو فريق “الصقور” التابع للدائرة الأمنية الفداء درب السلطان، بعد تعرضه لحادثة سير مقصودة، ارتكبها مبحوث عنه في قضايا تتعلق بترويج الخمور والحبوب المهلوسة.

غضايفي، الذي كان يزاول مهامه الميدانية بشكل اعتيادي، حاول توقيف المعني بالأمر، غير أن الأخير لم يتردد في دهسه بسيارته بشكل عمدي، متسببًا له في كسور خطيرة على مستوى الحوض. حادثة دفعت عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، إلى إصدار تعليماته الفورية بنقله إلى مصحة خاصة، والتكفل التام بمصاريف علاجه، وضمان رعاية طبية دقيقة وشاملة.

يُشار إلى أن الضابط المصاب ما يزال في غيبوبة، وينتظر إجراء عملية جراحية دقيقة، وسط مخاوف حقيقية من أن تترتب عنها عاهة مستديمة قد تؤثر على مستقبله المهني ومسار حياته.

لكن خلف هذا الجسد المصاب، تقف قصة رجل بصم مسيرته بالوفاء والانضباط. فقد سبق للضابط غضايفي أن زار بيت الله الحرام حاجًا، وهو المعروف بين زملائه بدماثة أخلاقه، وحرصه الدائم على احترام المهنة وصون شرفها، دون تردد أو تهاون. لم يكن من النوع الذي يطلب، بل من أولئك الذين يقدمون. رجل لم يتوارَ لحظة في تلبية نداء الواجب، ميدانياً، وفي صمت.

وفي المقابل، فإن ما ارتكبه الجاني يُعتبر جريمة مكتملة الأركان، تتضمن نية القتل العمد، ولا يجب أن تمر دون إنزال أقسى العقوبات، بما يضمن هيبة الدولة، ويُعيد الاعتبار لضحايا الواجب الوطني، ويضع حدًا لكل من تسوّل له نفسه التطاول على حرمة الأمن وأفراده.

في خضم هذه الحادثة المؤلمة، يُطرح اليوم مطلب مستحق وأخلاقي: أن تتم ترقية الضابط عادل غضايفي استثنائيًا إلى درجة عليا، وأن يُمنح تعويضاً رمزياً يعكس حجم التضحية، ليس فقط لأنه أصيب أثناء أداء مهامه، بل لأنه دافع عن شرف المهنة، واختار أن يُصاب الجسد بدل أن تُصاب الهيبة الأمنية. فمن يحمي الشارع، يستحق أن يُحمى في المحنة. ومن يدافع عن المهنة، لا بد أن يجد المهنة واقفة خلفه، بالقانون وبالكرامة.

يدكر فقد حج إلى المصحة عدد كبير من المسؤولين الأمنيين، على رأسهم والي أمن الدار البيضاء، ورئيسا المنطقتين الأمنيتين آنفا ودرب السلطان، إضافة إلى زملائه من مختلف الرتب، ومواطنين بسطاء تأثروا بما حدث، وجاؤوا ليعبروا عن تضامنهم مع “رجل أمن من معدن نادر…. ويدعون بأن يستفيق الضابط عادل غضايفي من غيبوبته سالمًا، ويعود لأسرته وأبنائه، ولموقعه الذي شغله بشرف وأمانة. فمثله لا يُنسى، ولا يُعوّض.

ويُعد المشتبه به من ذوي السوابق القضائية، وكان موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني للاشتباه في تورطه في قضايا تتعلق بترويج المخدرات.

المصطفى العياش سكرتير تحرير جريدة “كابريس”
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة