الدارالبيضاء : نموذج من مولاي رشيد: نائب ينتمي لحزب كبير يغيب عن دائرته ويظهر فقط في عزاء من دعمه أو في مناسبات رسمية

kapress5 أغسطس 2025آخر تحديث :
الدارالبيضاء : نموذج من مولاي رشيد: نائب ينتمي لحزب كبير يغيب عن دائرته ويظهر فقط في عزاء من دعمه أو في مناسبات رسمية

في عمالة مولاي رشيد، يواجه المواطنون نموذجًا متكررًا لأحد نواب البرلمان، ينتمي الى إلى حزب كبير، لكنه لم يعد يربطه بالساكنة أي ارتباط حقيقي أو حتى ارتباط سكني. فقد تحول هذا النائب، الذي كان في السابق يعيش بينهم ويتقاسم معهم همومهم اليومية، إلى شخص من «علية القوم»، منفصل عن واقع دائرته ومشاكلها.

غيابه عن السكان طوال ولايته الانتخابية أصبح علامة فارقة، إذ لا تراه إلا في مناسبات تأبين لبعض داعميه السابقين أو في مناسبات رسمية لا تتجاوز واجبات الشكل.

هذا الانفصال الكبير بين النائب وناخبيه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى تمثيله الحقيقي لهم، وحول مدى قدرته على نقل مطالبهم والاشتغال على قضاياهم في البرلمان.

المواطن يطمح إلى نائب قريب منه، يتواصل معه بانتظام، يسمع إليه ويعمل على تلبية احتياجاته. وهذا هو جوهر التمثيل الديمقراطي الحقيقي.

وقد شدد الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش، على ضرورة تجديد النخب السياسية، واختيار ممثلين يربطهم ارتباط حقيقي بالمواطنين، ويعملون بجد من أجلهم.

ومع اقتراب انتخابات 2026، تملك الأحزاب فرصة لإعادة النظر في معايير الترشيح، ومنح الأفضلية للمرشحين الذين يعيشون مشاكل الناس ويشاركونهم حياتهم اليومية.

تأثير الانفصال بين النائب وناخبيه على المشاركة السياسية والثقة في المؤسسات

إن انفصال النائب عن دائرته الانتخابية يترك أثرًا سلبيًا عميقًا على الروح الديمقراطية للمجتمع. حين يشعر المواطن بأن ممثله بعيد عنه، لا يسمع صوته ولا يعير اهتمامًا لمشاكله، يزداد إحساسه بالإقصاء والتهميش.

هذا الإحساس يتولد عنه عزوف متزايد عن المشاركة في الانتخابات، حيث يرى البعض أن التصويت لا فائدة منه إذا كان النائب سيظل غائبًا وغير مهتم.

مسؤولية المواطن في اختيار ممثليه

لكن على الجانب الآخر، لا يمكن تحميل المسؤولية كاملة للنواب والأحزاب فقط. فالمواطن يتحمل نصيبًا كبيرًا من المسؤولية في العملية الانتخابية.

فالابتعاد عن الاختيار الحقيقي، والانجراف وراء الوعود الكاذبة أو التأثر بدغدغة العواطف، يؤدي إلى استمرار هذه الظاهرة التي تؤدي إلى غياب الممثل الحقيقي في البرلمان.

من يختار اليوم نائبًا غائبًا عن دائرته، لا يجب أن يتوقع حضورًا أو خدمة حقيقية في المستقبل

لذلك، على المواطن أن يكون واعيًا، واعيًا بأهمية صوته واختياره، وأن يختار بمنطق ومسؤولية، ليتمكن من بناء تمثيل سياسي حقيقي وفعال.

التمثيل الحقيقي لا يكون بالحضور المؤقت في مناسبات تأبين أو في مناسبات رسمية فقط، بل بالالتزام والعمل الدؤوب والوفاء بالوعود.

محاربة ظاهرة النواب الغائبين: مسؤولية مشتركة

إن محاربة ظاهرة النواب الغائبين، الذين يلتجئون إلى إعادة الترشح رغم غيابهم الميداني، مسؤولية مشتركة بين الأحزاب التي يجب أن تفرض معايير صارمة لاختيار مرشحيها، والناخبين الذين يتحملون مسؤولية اختيار ممثليهم بوعي، إضافة إلى الدور الرقابي الذي تلعبه الهيئات المدنية ووسائل الإعلام في فضح هذه الممارسات، فغياب أي طرف عن أداء دوره يعمّق الأزمة ويؤثر سلبًا على الثقة في المؤسسات الديمقراطية.

إعداد: المصطفى العياش فاعل سياسي
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة