متابعة : امينة بردموش زكرياء الاشرة
في مداخلة لافتة خلال الدورة الاستثنائية لمجلس جهة درعة تافيلالت، دعا الحاج محمد بن عبد الله بلحسان، رئيس لجنة القطاعات الإنتاجية والنقل، إلى إدراج الخطارات ضمن الأولويات التنموية للجهة، مشددًا على أن وضعيتها الحالية تتطلب تدخلاً عاجلاً وجديًا.
وقال بلحسان إن الخطارات ليست مجرد وسيلة تقليدية لجلب المياه، بل هي تراث بيئي وثقافي ومورد أساسي لحياة آلاف السكان، مبرزًا أن “العديد من الخطارات لا تحتاج إلا إلى تنقية مجراها فقط لتستعيد نشاطها ودورها في ري الأراضي وضمان التزود بالماء”.

وأضاف أن الخطارات والماء معًا يشكلان الضامن الحقيقي للاستقرار المجالي والاجتماعي في أربع جماعات قروية تعرف ارتباطًا تاريخيًا بهذه المنظومة التقليدية:
جماعة الجرف
جماعة فزنا
جماعة عرب الصباح غريس
جماعة السيفة
وحذر من أن استمرار تدهور هذه الخطارات، في ظل الجفاف وانخفاض منسوب المياه الجوفية وغياب الصيانة، أدى إلى تفاقم موجة الهجرة القروية، وتراجع النشاط الفلاحي التقليدي الذي تعتمد عليه الساكنة بشكل كبير.
ولم يكتف بلحسان بالتشخيص، بل قدم مجموعة من الاقتراحات العملية أمام أعضاء المجلس، منها:
إدماج الخطارات في مشاريع التنمية الجهوية المستدامة، واعتبارها من ركائز البنية التحتية للماء.
تخصيص ميزانيات لإعادة تأهيلها وتنقيتها وتعميق الآبار المرتبطة بها.
حفر آبار مشتركة وتزويدها بألواح الطاقة الشمسية لدعم صبيب المياه وإنعاش باقي الخطارات المجاورة.

ترشيد استغلال المياه الجوفية والحد من الاستنزاف العشوائي.
تثمين الخطارات كتراث بيئي وثقافي يمكن إدماجه ضمن برامج السياحة القروية والبيئية.
وفي ختام مداخلته، أكد الحاج محمد بن عبد الله بلحسان قائلاً:
“الخطارات ليست فقط موروثًا مائيًا، بل هي ذاكرة جماعية، وضمان للاستقرار، وبداية لمستقبل واعد إن نحن أحسنا استثمارها.”