الرفاق حائرون :مآلات التنسيق الحزبي بين نبيل بن عبد الله وإدريس لشكر

kapress16 ديسمبر 2023آخر تحديث :

بقلم : رضوان البقالي / كابريس

ما أشبه اليوم بالأمس ؛البعض قد يصدق والبعض الآخر قد لا يصدق وهذا حقه ؛في كل الأحوال كل تحالف سياسي هو وليد شروط وانتظارات معينة وفي سابقة من نوعها وبعد سنوات من القطيعة السياسية وتبادل الإتهامات التي وصلت في بعض الأحيان الى حد التخوين ، قرر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية السيد إدريس لشكر ورفيقه في اليسار الإصلاحي المغربي نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ؛وضع كل الخلافات التي كانت نتاج للعملية الإنتخابية والتسابق نحو التحالفات الحكومية لكن بمنطق السياسة ” لاعدو دائم ولا صديق دائم” تدوم المصالح وتنتهي بتنحي شروط وجودها .
في عالم المال والأعمال توقع الإتفاقيات والعقود …وفي عالم السياسة توقع التحالفات هذه الأخيرة لاتعترف بالجذور التاريخية ولا بالهوية الإيديولوجية.
الإخوة نبيل ولشكر خسروا معركة التودد للثلاثي الحاكم”الأحرار؛البام ؛الإستقلال” وبعدما فشلت كل محاولاتهم إتفقوا على العودة إلى الدار القديمة /الجديدة في إطار الصف الديمقراطي التقدمي ويطمحون إلى تشكيل جبهة ضد التغول الحكومي ورص الصفوف ضد أعداء الوحدة الترابية حسب زعمهم ؛ هذه المضامين جاءت في بيان سياسي مشترك صادر عن حزب التقدم والاشتراكية “الحزب الشيوعي المغربي سابقا” وحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذي جاء من أحشاء حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية كتكتل سياسي منشق عن حزب الإستقلال ؛مجيئه للوجود كان مستعصيا ومكلفا لليسار الجذري آنذاك والدولة أيضا بعدما تم ترويضه بلغة الحديد والنار وأحيانا بتوزيع الغنائم والحقائب الوزارية .شاءت الأقدار أن يكون اللقاء بعد فراق طويل عمر لسنوات طويلة كخطوة ٱستباقية لمواجهة حكومة المال والسلطة ؛حكومة لها مايكفي من وسائل الدفاع عن النفس من حقائب وزارية وفرق برلمانية و جمعيات المجتمع المدني ونقابات التسخين والتبريد والكثير من العتاد الإعلامي الذي يروج لكل صغيرة وكبيرة تبرمجها او تنوي برمجتها وتتقن لعبة الدفاع والهجوم هذا من جهة الحكومة وإمتداداتها اللامنتهية في الكبر والصغر؛ ومن جهة أخرى وفي سياق الوحدة يرى الحزبان أنه حان الوقت لتشكيل جبهة وطنية و حركة إجتماعية مواطنة لتقديم بديل للوضع الراهن وإعادة التوازن المؤسساتي في مواجهة هيمنة الحكومة وأغلبيتها بما يضمن مشاركة الجميع في مسار البناء الديمقراطي والتنموي للبلاد .
كما شدد الحزبان اليوم على أن البلاد في حاجة ماسة إلى نفس جديد وقوي لإحياء الحياة السياسية وتفعيل مقتضيات دستور2011 بهذف إعادة الفعل السياسي والحزبي إلى مكانه الحقيقي مع إرجاع الثقة للمواطنين/ات في العمل السياسي انتخابيا ومؤسساتيا ؛ ويرغبون في توفير شروط سياسة تنافسية شريفة وإنتخابات خالية من الممارسات الفاسدة ؛كما أكدوا على ضرورة تجاوز حالة الركود السياسي وإنحباس النقاش العمومي حول القضايا المجتمعية الكبرى وتراجع مستوى الأحزاب السياسية مما نتج عنه فراغ أصبح يهدد المكتسبات الديمقراطية والتنموية في البلاد.
كما شدد قادة الحزبين على ضرورة تقوية الصف الديمقراطي التقدمي وتوحيد الصفوف في خوض المعارك وتجاوز الخلافات وتعزيز الإصلاحات إقتصاديا وإجتماعيا… وإعتبار التحديات المطروحة اليوم هي فرصة لتقوية تحالف الحزبين بما تستلزمه المرحلة من نضال مشترك للإرتقاء بالمسار الديمقراطي والتنموي بالبلاد .
في ظل عجز الحكومة عن تدبير ملفي التشغيل والتعليم وسخط الشارع المغربي والجماهير الغفيرة من رجال ونساء التعليم وكذا فئات عريضة من المجتمع نتيجة الغلاء الفاحش في الأسعار …يكون أمام نبيل ولشكر فرصة لا تعوض لتشكيل جبهة قوية عن طريق إنطلاق دينامية تحالفات جديدة تكون مبنية على الهوية الإيديولوجية الموحدة وجمع شتات كل التيارات السياسية المتقاربة في تكتل حزبي واحد ليشكل قطب يساري يعيد أمجاد اليسار المغربي إلى الواجهة وبعيدا عن العواطف الزائفة والحماس الزائد لابد من التريث وٱنتظار ماستؤول إليه الأوضاع في مستقبل الأيام حتى لايصير تحالف الرفاق إلى معارضة كرطونية بعدما كانت مذمنة على الصمت لكونها إعتادت تعاطي حبوب منع الكلام والفهم …إختلفت التقديرات والتأويلات في وسط المهتمين لكن العبرة بالخواتيم؛ وختامنا سيكون برائعة للعندليب عبد الحليم حافظ الرفاق حائرون ، يفكرون ،
يتساءلون فى جنون
حبيبتى أنا ،من تكون ؟!
يفكرون ،،
يتهامسون
يتخيلون ، أسماء وأسماء
أشياء وأشياء
ويضيع كل هذا هباء !!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة