منير نافيع /كابريس
أثار تصريح مدرب المنتخب المغربي، وليد الركراكي، بعد الفوز الصعب على تنزانيا (2-0)، جدلا واسعا بين الجماهير والمتابعين. ففي الندوة الصحفية عقب المباراة، قال الركراكي بلهجته العفوية: “المغاربة ما بقواش بغاو أتاي، باغين الشوكولات”، في إشارة إلى ارتفاع سقف تطلعات الجماهير المغربية بعد الإنجاز التاريخي في مونديال قطر 2022.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان هذا التصريح مجرد تعبير عفوي يعكس واقع كرة القدم المغربية، أم أنه يحمل في طياته نوعا من الاستفزاز للجماهير التي انتقدت أداء المنتخب في المباراة السابقة امام النيجر.؟
من المعروف أن الركراكي يتميز بأسلوبه الصريح والعفوي في الحديث، وهو ما جعله قريبا من الجماهير. لكن بعض المتابعين رأوا في تصريحه نوعًا من التقليل من طموحات المشجعين، خاصة أن الأداء أمام تنزانيا لم يكن مقنعا، رغم الفوز. فبعد مسيرة تاريخية في كأس العالم، لم يعد الجمهور المغربي يرضى بالفوز الصعب، بل يتطلع إلى أداء قوي وانتصارات مريحة، وهو ما قد يكون سببا في انتقاد المدرب بسبب هذا التصريح.
إذا نظرنا إلى التصريح من زاوية أخرى، قد يكون الركراكي أراد تهدئة الجماهير وتذكيرها بأن التوقعات الكبيرة يجب أن تتماشى مع واقع كرة القدم، حيث لا توجد مباريات سهلة، حتى أمام منتخبات مثل تنزانيا. لكن استخدامه لتشبيه “الشاي” و”الشوكولاتة” قد يعطي انطباعا بأن الجماهير أصبحت تطلب أكثر مما يستطيع المنتخب تقديمه في الوقت الحالي، وهو ما قد يفسر على أنه رسالة ضمنية لخفض سقف التوقعات.
يبقى تصريح الركراكي مفتوحا للتأويل، بين من يراه تعبيرا عفويا ومن يراه ردا مستفزا على انتقادات الجماهير. لكن المؤكد أن الكرة المغربية دخلت مرحلة جديدة، حيث لم يعد الفوز وحده كافيا لإرضاء الجماهير، بل بات الأداء والإقناع من أهم المطالب، وهو ما سيضع المدرب أمام تحديات أكبر في قادم المباريات.
