العامل مبروك تابت… الصورة الصادقة لوصية الملك في تنمية مدينة تارودانت

kapress6 مايو 2025آخر تحديث :
العامل مبروك تابت… الصورة الصادقة لوصية الملك في تنمية مدينة تارودانت

حينما يتولى شخص منصبًا إداريًا رفيعًا، قد يظن البعض أن الفارق سيقتصر على تغير الأسماء فقط. لكن الواقع يثبت أن بعض رجال السلطة، وفي سياقات خاصة، ينجحون في تحويل مناصبهم إلى محطات لتجديد وتطوير مفهوم الإدارة الترابية، ليكونوا نموذجًا في الحكامة الفعالة والمستدامة.

من هذا المنطلق، أعدّت جريدة “كابريس”، تحت إشراف رئيس التحرير يوسف بدري بتنسيق مع سكرتير التحرير المصطفى العياش، والمدير الفني خالد بدري، هذا الملف الخاص حول مسار مبروك تابت، الذي أظهر منذ تعيينه على رأس عمالة تارودانت في فبراير 2024، قدرة استثنائية على تجسيد الرؤية الملكية في مجال التنمية المحلية.

في هذا التقرير الموسع، نسلِّط الضوء على المنهجية التي جاء بها عامل صاحب الجلالة على اقليم تارودانت السيد مبروك تابت من اجل إعادة تشكيل الإدارة الترابية بالإقليم.

لم يقتصر دوره على التنسيق الإداري فحسب، بل تجاوز ذلك ليجسّد رؤية ملكية رائدة في الحكامة القريبة من المواطنين والفعل التنموي الملموس. سنستعرض كيف تحوّلت مقاربته إلى نموذج يحتذى، تعكس فعاليته ركيزتين أساسيتين: ربط القرار بالتنمية الميدانية، وبناء الثقة بين الدولة والمجتمع المحلي.

من جرادة إلى تارودانت: الاستمرارية في الرؤية
الذين تابعوا أداء مبروك تابت في إقليم جرادة، لن يفاجئهم أسلوبه في تارودانت. الرجل لا يشتغل بمنطق “العهد الجديد” فقط، بل بمنطق الاستمرارية في الرؤية. ففي جرادة، كان له دور محوري في احتواء التوترات الاجتماعية من خلال فتح قنوات الحوار وتقوية عرض الدولة الاجتماعي. وفي تارودانت، يعيد ترتيب الأولويات داخل إقليم معقد جغرافياً ومثقل بالفوارق المجالية والاجتماعية، من دون ضجيج، ولكن بإيقاع ميداني يرسخ لبنات تنمية قادرة على الصمود.

الفعل الميداني… بوصلة رجل الدولة
منذ الأيام الأولى، تخلى تابت عن الطابع البروتوكولي، وانخرط في زيارات ميدانية إلى الجماعات القروية والمراكز النائية. استمع، سجّل، تدخل، وتابع. هذه الدينامية كانت جزءًا من تصور واضح: لا تنمية دون معرفة دقيقة لمكامن الخلل ومصادر القوة. ويأتي ذلك انسجامًا مع خطاب الملك محمد السادس الذي أكّد على تجويد أداء الإدارة الترابية وربط المسؤولية بالمحاسبة.

السلطة التنموية… من الإدارة إلى القيادة
في نموذج تابت، لا يُنظر إلى العامل كمجرّد ممثل لوزارة الداخلية، بل كعقل ترابي يوفق بين مركزية الدولة وخصوصيات المجال المحلي. يعمل على تنسيق أداء القادة والباشاوات، ويدفعهم نحو التفاعل العملي مع حاجيات المواطنين دون انفلاتات قد تضر بصورة الإدارة. اعتمد التحفيز والمحاسبة الذكية، إيمانًا منه بأن تحديث الإدارة يبدأ من سلوك من يجسدها على الأرض.

تدبير بصيغة سياسية لا حزبية
رغم موقعه الإداري المحايد، يمارس تابت تدبيره بصيغة سياسية ذكية؛ يحتفظ باستقلاليته عن المحاور الحزبية ويعمل على نسج علاقات متوازنة مع المنتخبين. يواكب مشاريع المجالس ويدفع نحو التنسيق، ولا يتردد في تذكير الجميع بالالتزامات حين تقتضي الضرورة، ما مكّن دور العامل كمنسق ومحرك تنموي في مواجهة ضعف قدرات الجماعات.

المجتمع المدني… من الهامش إلى الشريك

يرى مبروك تابت في الجمعيات صوتًا وفاعلًا للتنمية إذا وُضعت في المسار الصحيح. فتح قنوات تواصل منتظمة مع فعاليات المجتمع المدني، وحفّز مبادرات جادة تُنقل العمل من منطق المطالب إلى منطق الاقتراح والمشاركة. دعا النسيج الجمعوي للمساهمة في بلورة تصورات محلية لمشاريع تنموية، خصوصًا في المجالات الاجتماعية والثقافية والبيئية.

الشباب والفرص… رهانات المستقبل

يركز السيد العامل على قضايا الشباب بإقليم تارودانت، ليس بالدعم التقليدي فقط، بل بتحريك الفاعلين المحليين نحو برامج إدماجية حقيقية. أطلق أوراشًا لدعم التكوين، ومواكبة المبادرات الفردية، وتحفيز المشاريع المدرة للدخل، محفّزًا عقولًا تراهن على المستقبل لا على التدبير اليومي.

إدارة الصمت… وفلسفة الفعل

العامل مبروك تابت، قلّ ما يظهر إعلاميًا، ولكنه يشتغل بصمتٍ يربك خصوم التنمية ويطمئن حلفاءها. يؤمن بأن نتائج العمل هي أفضل وسيلة للتواصل؛ فبينما تنشغل الأوساط السياسية بالجدل، يكون مبروك تابت قد أتمّ زيارة ميدانية أو أطلق مشروعًا تنمويًّا جديدًا.

من خلال هذا الملف، يتبين أن مبروك تابت ليس عاملاً على إقليم تارودانت فحسب، بل نموذج لرجل سلطة يعيد تعريف العلاقة بين الدولة والمجال، وبين السلطة والمجتمع. متجذر في الميدان، واعٍ بالسياق، ملتزم بالفعل، ومؤمن بأن مغرب الجهات لا يُبنى إلا بعقليات ترى في التدبير مسؤولية تاريخية لا مناسبة وظيفية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة