عرفت في الآونة الأخيرة، العلاقات المغربية الروسية تطورا كبيرا تجسد في سلسلة من اللقاءات والاتفاقيات رفيعة المستوى بين البلدين حيث اجتمع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بنظيره الروسي سيرغي لافروف للمرة الثالثة خلال ستة أسابيع فقط، في إطار الزيارة التي قام بها بوريطة إلى موسكو في أكتوبر الجاري لحضور الدورة الثامنة للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني.
وقّع البلدان مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة عمل مشتركة بين وزارتي الخارجية، تهدف إلى مراجعة حصيلة الشراكة بين البلدين، وصياغة مقترحات لتحديد محاور جديدة للتعاون ذات قيمة مضافة عالية.
وأشار لافروف إلى أن الإمكانات الاقتصادية بين البلدين “لم تُستنفد بعد”، مؤكداً على الاهتمام المشترك بزيادة حجم التبادل التجاري واستكشاف فرص الاستثمار المتبادل.
وكشف الوزير بوريطة عن اتفاق لإطلاق رحلات جوية من الدار البيضاء إلى سان بطرسبرغ، مما سيسهم في تعزيز السياحة المتبادلة بين البلدين.
ويبرز التعاون في المجال التعليمي كأحد ركائز الشراكة، حيث يدرس حالياً حوالي 4,250 طالباً مغربياً في روسيا، مع وجود اهتمام كبير بمضاعفة هذا العدد.
وتأتي هذه التطورات الدبلوماسية في توقيت بالغ الأهمية، حيث أنها تسبق بأسبوعين فقط اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي تتولى روسيا رئاسته الدورية، والذي يضم جدول أعماله ملف الصحراء المغربية.
وأعربت روسيا عن استعدادها لدعم الحل المغربي في حال حظي بدعم كافة الأطراف في مجلس الأمن، كما أشاد لافروف بموقف المغرب المتوازن إزاء الأزمة الأوكرانية.
وقد ناقش الوزيران سبل تعزيز الجهود المشتركة الرامية لضمان السلام والاستقرار الدائمين في منطقتي الساحل والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى أكثر من ستة عقود، لكن الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى موسكو في 2016 شكّلت نقطة تحول مهمة، تم خلالها التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة.