العيون: تحت وطأة ظاهرة التسول المروعة مأساة إنسانية تطال أصغر أفراد المجتمع

kapress6 فبراير 2024آخر تحديث :

منير نافع / كابريس

زحف اليأس في شوارع مدينة العيون، عاصمة الصحراء، حيث تزايدت ظاهرة التسول بشكل ملحوظ، حتى أصبحت لا تقتصر على البالغين فقط، بل تمتد إلى الأطفال الصغار الذين لم يتجاوزوا سن العاشرة من عمرهم. يستغلون الشوارع والمقاهي والساحات العامة كمنصة لمطالبتهم بالمال، وبلا حياء يجتاحون المدينة بحثا عن الرزق بوسيلة التسول.

ما يثير الدهشة والأسى هو أن هؤلاء الأطفال البريئين يجبرون على ترك مقاعدهم الدراسية والانجراف نحو هذه المهنة القذرة، بفعل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تفرضها عليهم أسرهم المحرومة. بدلاً من حمايتهم وتوفير الرعاية اللازمة، يتم استغلالهم بلا رحمة كأداة للتسول، مما يجعلهم عرضة للخطر والانحراف، وربما حتى للإيذاء والاعتداء الجسدي.

مسؤولية محاربة هذه الظاهرة القبيحة لا تقتصر فقط على الأسر والمجتمع، بل تتطلب تدخلا فوريا من الجهات الرسمية والجمعيات المعنية بحماية الطفل. يجب على السلطات المعنية تشديد العقوبات على المستغلين للأطفال في التسول، ومعاقبة كل من يقوم بمثل هذه الجريمة البشعة. إذ لا يمكن للمجتمع أن يستمر في الصمت إزاء هذا الظلم الذي يعاني منه أصغر أفراده، الذين أصبحوا مزارع الرزق لبعض المتسولين المحترفين الذين يتمتعون بحياة مرفهة على حساب براءة الأطفال.

وبينما يتخذ البعض من التسول مصدرا للعيش الرغيد، يبتلى الأطفال المساكين بألم الإهمال والاستغلال، حيث يجدون أنفسهم عالقين في دوامة الفقر واليأس دون أدنى فرصة للخروج منها. إنهم يعيشون حياة مظلمة بعيدا عن أشعة الأمل والرعاية اللازمة التي يستحقونها كأطفال.

ومع زيادة تفشي هذه الظاهرة المروعة، يتساءل الكثيرون عن مصير هؤلاء الأطفال المهمشين، الذين يتحولون إلى ضحايا سهلة للجرائم والانتهاكات، دون أن يكون لهم صوت يدافع عنهم أو يحميهم من هذا الجحيم الذي يعيشونه.

إن محاربة ظاهرة التسول ليست مجرد واجب إنساني، بل هي ضرورة ملحة تتطلب تعاونا فعالا بين كافة أطراف المجتمع. يجب أن نتحد جميعا، كأفراد ومؤسسات، لوضع حد لهذا الإهمال الذي يعانيه أطفالنا، وتوفير الفرص الضرورية لهم للحصول على تعليم جيد وحياة كريمة تليق بكرامتهم.

فلنتحد جميعا لمحاربة هذا الوباء الاجتماعي، ولنضع حدا لمأساة هؤلاء الأطفال البريئين، فالمستقبل لهم ولهم حق في العيش بكرامة وأمان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة