منير نافيع/كابريس
في خطوة تعكس الجهود المبذولة لتوفير الرعاية الصحية وتعزيز الوقاية من الأمراض داخل السجون، نظمت جمعية محاربة السيدا فرع العيون حملة تحسيسية للكشف السري والمجاني عن فيروس السيدا داخل السجن المحلي بالعيون. هذه المبادرة التي استمرت على مدار يوم كامل، لاقت تفاعلا واسعا من السجناء وحققت أهدافًا صحية واجتماعية هامة.
جاءت هذه الحملة ضمن شراكة مثمرة بين الجمعية وإدارة السجن، بهدف تعزيز الوعي بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والوقاية منه داخل بيئة السجن المغلقة، التي تعتبر عرضة لانتشار الأمراض المعدية. شملت الأنشطة محاضرات توعوية حول الفيروس، طرق انتقاله، وسبل الوقاية، إضافة إلى إجراء فحوصات طبية مجانية للكشف المبكر عن الإصابة.

صرح صالح داهي، رئيس جمعية محاربة السيدا فرع العيون، قائلا: “إن هذه الحملة تأتي كجزء من استراتيجيتنا لدمج السجناء في برامج التوعية الصحية، بما يضمن تقليل خطر انتقال الأمراض داخل السجون وخارجها. نحن نسعى لتعزيز حقوق السجناء في الحصول على رعاية صحية متكاملة، بما يعكس التزامنا الإنساني والاجتماعي.”
شهدت الحملة إقبالا كبيرا من النزلاء الذين أبدوا اهتماما واضحاً بالمحاضرات التوعوية والفحوصات الطبية. تمحورت المحاضرات حول جوانب متعددة مثل أهمية الكشف المبكر، تأثيرات الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض، ودور الدعم النفسي والاجتماعي في التعامل مع الإصابة.
مدير السجن المحلي بالعيون أشار في تصريح خاص إلى أن: “مثل هذه المبادرات تعزز الجهود الوطنية لتحسين ظروف السجناء الصحية والنفسية. السجون، باعتبارها بيئات مغلقة، تحتاج إلى برامج صحية مبتكرة للوقاية من الأمراض المعدية، وهذه الحملة تعتبر نموذجا ناجحاً في هذا الصدد.”
أشاد داهي ومدير السجن بالتنسيق المثالي بين الجمعية وإدارة السجن، حيث تم توفير كافة الوسائل اللوجستية لإنجاح الحملة. وشملت الجهود توفير فضاءات خاصة لتنظيم الفحوصات والمحاضرات، مع ضمان سرية المستفيدين من الكشف.
وأضاف مدير السجن: “هذه الحملة ليست مجرد نشاط صحي، بل هي جزء من استراتيجية شاملة لتحسين البيئة الإصلاحية وضمان أن السجناء يعيشون في ظروف صحية تضمن كرامتهم.”

إلى جانب الجوانب الصحية، ركزت الحملة على تغيير النظرة المجتمعية تجاه المصابين بفيروس السيدا. من خلال الأنشطة التوعوية والتواصل المباشر مع السجناء، ساهمت الحملة في تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض، مما يساعد على تعزيز تقبل المرضى لأنفسهم وحثهم على اتباع نمط حياة صحي ومستدام.
تعكس هذه الحملة نجاح نموذج التعاون بين المؤسسات الرسمية والجمعيات المدنية، مما يشجع على تنظيم مبادرات مماثلة في السجون المغربية الأخرى. وأكد داهي في ختام الحملة على التزام الجمعية بمواصلة هذه الجهود، قائلا: “نعمل على توسيع نطاق أنشطتنا لتشمل المزيد من السجون والمراكز الإصلاحية، لضمان وصول كل فرد، بما في ذلك السجناء، إلى خدمات صحية ذات جودة.”
تعد هذه الحملة خطوة هامة نحو تحقيق رؤية شاملة لتحسين الرعاية الصحية داخل السجون، وتعزيز ثقافة الوقاية التي تمثل خط الدفاع الأول ضد انتشار الأمراض. ومع استمرار هذه المبادرات، تبقى الآمال معقودة على تكرار هذه التجارب الناجحة لضمان حياة صحية وآمنة لكل أفراد المجتمع، سواء داخل السجون أو خارجها.