العيون.. مدينة الاستقرار ومعركة الوعي الشبابي

kapress4 ساعات agoLast Update :
العيون.. مدينة الاستقرار ومعركة الوعي الشبابي

منير نافيع/العيون

تعيش مدينة العيون، عاصمة الأقاليم الجنوبية، مرحلة دقيقة تتقاطع فيها رهانات التنمية مع محاولات بعض الأطراف الانفصالية للتشويش على مسارها. وبينما تسجل بين الفينة والأخرى دعوات مشبوهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحرض على التجمهر والفوضى، برز شباب العيون كعنصر حاسم في مواجهة هذه التحديات، إذ أثبتوا وعيا جماعيا يحسب لهم، ورفضوا الانجرار وراء خطابات لا ترى في المدينة سوى ساحة للصراع.

لا يختلف اثنان على أن المطالب الاجتماعية والاقتصادية حق مشروع لكل المواطنين، وأن الدستور يضمن حرية التعبير والتظاهر السلمي. غير أن الفرق شاسع بين المطالبة بالحقوق عبر الوسائل القانونية والمؤسساتية، وبين الانسياق وراء دعوات هدفها إشعال الفتنة. فما تروجه بعض الجهات الانفصالية لا علاقة له بالحقوق الدستورية، بل هو استغلال مفضوح لمعاناة واقعية من أجل الزج بالشباب في متاهات قانونية وأمنية قد تقودهم إلى السجون بدل مستقبل العمل والكرامة.

إن شباب العيون اليوم مطالبون بمزيد من اليقظة والحذر. فالمرجو منهم عدم الانزلاق وراء هذه المحاولات، لأن الجهات التي تحرضهم لا تتحمل نتائج أفعالهم، بل تتركهم يواجهون المصير وحدهم. هذه الجهات تبحث عن فوضى تستغل إعلاميا، لا عن حلول ملموسة لمشاكل البطالة أو التنمية.

لقد برهن شباب المدينة خلال السنوات الأخيرة أنهم أذكى من أن يكونوا وقوداً لمشاريع تخريبية. تجاهلهم لنداءات التجمهر العشوائي كان تعبيرا واضحا عن وعي جماعي يرى أن المطالب ترفع بالحوار والطرق السلمية، لا عبر العنف. وهذا الموقف يُعتبر شهادة حسنة لشباب العيون، تحسب لهم وتكتب في تاريخ مدينتهم.

ومن هنا، لا بد من توجيه معاتبة صارمة للجهات الانفصالية التي تحاول استغلال الأوضاع. فهذه الأطراف لا تقدم أي بدائل عملية ولا تطرح حلولاً واقعية، بل تختزل كل خطابها في التحريض والتجييش. وهي بذلك لا تسيء فقط إلى المدينة وسكانها، بل أيضاً إلى الشباب الذي تحاول توريطه في معارك خاسرة.

إن السلوك المسؤول يقتضي أن تكون هناك مبادرات بناءة، أما محاولة جر شباب العيون إلى الشغب فلا تعدو أن تكون عبثا مفضوحا وخيانة لمستقبلهم.

اليوم، يمكن القول إن الوعي هو السلاح الأقوى الذي تمتلكه العيون في مواجهة كل هذه التحديات. شباب المدينة يعرفون أن الاستقرار شرط أساسي للتنمية، وأن ضياع الأمن يعني تعطيل كل المشاريع التي ينتظرها المواطنون. لذلك، فإن تمسكهم بالهدوء والحكمة ليس ضعفا، بل قوة حقيقية تحمي المدينة وتحافظ على مكانتها.

وفي المقابل، فإن المسؤولية لا تقع على الشباب وحدهم. على الفاعلين السياسيين والمدنيين أن يفتحوا مسارات جديدة للحوار مع الشباب، ويوفروا لهم فضاءات للتعبير المسؤول، حتى لا يبقى أي فراغ يمكن أن تستغله الدعوات المشبوهة. فالمشاركة في العمل الجمعوي والسياسي، والانخراط في التنمية المحلية، هو الطريق الأنجع لبناء المستقبل.

العيون اليوم مدينة تضرب بها الأمثال في الاستقرار، ليس فقط بفضل جهود المؤسسات، بل أيضا بفضل وعي شبابها الذي أثبت أنه يعرف كيف يفرق بين الحق والباطل، بين المطالب المشروعة ومحاولات التحريض.

إن الرسالة واضحة..
لا للانزلاق وراء دعوات الفوضى.

لا للجهات الانفصالية التي تريد الزج بالشباب في السجون.

نعم للحوار والعمل والالتزام بالقانون.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News