العيون: منارة التنمية تُقابل بصمت إعلامي

kapress4 نوفمبر 2024آخر تحديث :

منير نافيع/ العيون

دينة العيون، القلب النابض للصحراء المغربية، تغيب بشكل لافت عن التغطية الإعلامية المحلية في مناسبات وطنية عزيزة، في وقت تنتظر فيه الجماهير المغربية توثيق إنجازات المملكة واحتفالاتها الرسمية في هذا الإقليم الحيوي. هذه المناسبة، التي تُعد رمزاً للفخر الوطني، تمر دون تسليط الضوء عليها من قبل بعض المنصات الإعلامية المحلية التي تحظى بمتابعة واسعة، ورغم أن المواطنين يتابعونها بكثافة، فإنها تبدو مكرسة فقط لتغطية السلبيات وتجاهل الجوانب الإيجابية التي تحققها الدولة في جهة العيون، وفقا لما عبر عنه بعض المواطنين.إن الوضع يدعو للتساؤل حول أسباب هذا التوجه الإعلامي المحدود؛ هل يعود الأمر إلى انحيازات خفية أو إلى توجهات مدفوعة؟ أم أن هناك إملاءات توجه هذه المنصات نحو تسليط الضوء على السلبيات وتهميش ما يتحقق من إنجازات في الأقاليم الجنوبية؟ يبدو أن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في أداء بعض الصفحات المحلية التي يفترض بها أن تلعب دورا إيجابيا في دعم التنمية وتسليط الضوء على ما تحقق من مشاريع تنموية كبرى في مدينة العيون.وتتحمل الجهات المسؤولة عن تنظيم الصحافة المحلية جزءا كبيرا من هذه المسؤولية، حيث إن منح التراخيص الإعلامية يجب أن يكون وفق ضوابط محددة تعزز المهنية الإعلامية وروح المسؤولية تجاه الوطن. فالعمل الإعلامي، خاصة في جهة تعد نقطة محورية في النزاع الدبلوماسي والدولي، يتطلب حسا وطنيا عاليا وحرصا على تقديم صورة متوازنة تعكس الإنجازات بجانب النقد البناء.إن مدينة العيون قد شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظا على عدة أصعدة، من بنية تحتية متقدمة إلى مشاريع اقتصادية وصناعية واعدة، تسهم في تحسين حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم. وتتضمن هذه الإنجازات إطلاق مشاريع كبيرة في قطاع السكن والتعمير، فضلاً عن مبادرات لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية. هذه الجهود، التي لا تحظى بتغطية كافية، تستحق تسليط الضوء عليها لتقديم صورة أكثر إيجابية ومصداقية تعكس ما يتحقق بالفعل على الأرض.وهنا يأتي السؤال الحاسم: لماذا تركز بعض المنصات على نشر السلبيات بشكل بارز وسريع، بينما تتجاهل بإصرار إنجازات وطنية تعتبر مصدر فخر لكل مواطن مغربي؟ قد تكون الإجابة مرتبطة بالانحيازات الشخصية أو الرغبة في إثارة الانتباه عبر نشر الأخبار السلبية، أو ربما تكون هناك اعتبارات أخرى غير واضحة، تتعلق بتوجهات سياسية أو أجندات خفية.إن الصحافة المحلية، إن أرادت أن تكون في خدمة المجتمع وأن تؤدي رسالتها الحقيقية، عليها أن تتبنى نظرة شاملة ومنصفة تجمع بين النقد الموضوعي والإشادة بالإنجازات. كما أن الجهات المعنية بتنظيم القطاع الإعلامي مدعوة إلى مراقبة هذه الصفحات وضمان أن تمنح التراخيص لمن يمتلكون حسا وطنيا ومهنية عالية، بعيدا عن منطق الترويج السلبي أو الانحياز ضد المشاريع التنموية.فالإعلام مسؤولية وأمانة، وعندما يتعلق الأمر بمدينة مثل العيون، فإن الواجب يقتضي تقديم تغطية مهنية وصادقة، تعكس واقع التنمية الطموح الذي تسعى إليه المملكة في هذه الأقاليم، والتي تحمل على عاتقها رسالة وطنية كبيرة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة