منير نافيع /كابريس
في الوقت الذي كانت فيه أنظار المغاربة مشدودة إلى صور التلاحم الشعبي في مختلف المدن، استجابة لنداءات التضامن مع الشعب الفلسطيني، فوجئت ساكنة مدينة العيون، مساء السبت 5 أبريل 2025، بمنع وقفة سلمية كانت مقررة بشارع السمارة في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا.
الوقفة، التي دعت إليها فعاليات مدنية محلية، كانت تروم التعبير عن موقف إنساني قبل أن يكون سياسيًا، ومشاركة رمزية في الألم الجماعي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت القصف والمعاناة. غير أن تدخلًا أمنيا كثيفا، أشرف عليه ممثل السلطة المحلية، أنهى التحضيرات قبل بدايتها، وسط ما وصفه شهود عيان بأجواء “ترهيبية”، شملت مصادرة أعلام فلسطينية ولافتات مكتوبة.
هذا المنع، الذي جاء خارج سياق الانخراط الوطني العام، خلف حالة من الأسف والاستغراب، حيث عبرت فعاليات مدنية عن استيائها لما اعتبرته “تمييزا في حق العيون وساكنتها”، متسائلة عن جدوى كبح تعبير سلمي عن التضامن، في وقت أصبح فيه الموقف الشعبي المغربي نموذجا يحتذى به في نصرة القضايا العادلة.
الجهات المنظمة شددت على أن الوقفة كانت سلمية، ولم تكن لتشكل أي تهديد للأمن العام، بل بالعكس، كانت فرصة لتجديد التزام المغاربة بقيمهم التاريخية والإنسانية. كما دعت إلى فتح نقاش مسؤول حول حدود ممارسة الحريات العامة، بعيدا عن منطق الانتقائية والقرارات الفجائية التي تفقد المواطن ثقته في التفاعل المؤسساتي مع قضايا الأمة.
وفي الختام، أكدت الفعاليات على مواصلة التعبئة بكل الأشكال المشروعة، وتمسكها بحق التعبير عن التضامن، إيمانا بأن صوت الإنسان لا يجب أن يمنع حين يتعلق الأمر بالعدالة والكرامة.
