العيون : ندوة صحفية بعنوان “الإعلام الوطني في قلب القضية الوطنية” (فيديو)

kapress18 ديسمبر 2024آخر تحديث :
العيون : ندوة صحفية بعنوان “الإعلام الوطني في قلب القضية الوطنية” (فيديو)

منير نافيع/كابريس

على انغام النشيد الوطني المغربي، شهدت مدينة العيون حدثا بارزا بتنظيم المجلس الوطني للصحافة ندوة وطنية حملت شعارا عميق الدلالة: “دور وسائل الإعلام في الترافع عن القضية الوطنية وتحقيق التنمية”. الندوة، التي تعد من أبرز الفعاليات الإعلامية الوطنية هذا العام، جمعت نخبة من الصحفيين والمسؤولين والخبراء في الإعلام والسياسة، لتكون منصة لتدارس دور الإعلام في الدفاع عن القضايا الوطنية وتعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية.

في كلمته الافتتاحية، أشار يوسف مجاهد، رئيس لجنة تصريف الأعمال بالمجلس الوطني للصحافة، إلى رمزية اختيار العيون لاحتضان هذه الندوة الوطنية. وأوضح أن هذا القرار يعكس رؤية جلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي تنظر إلى الأقاليم الجنوبية باعتبارها محركًا للتنمية الوطنية، ومجالًا خصبًا لترسيخ الوحدة الترابية. وأضاف مجاهد أن تنظيم هذا الحدث الإعلامي يأتي منسجمًا مع التوجيهات الملكية الواردة في خطابه الأخير بمناسبة افتتاح السنة التشريعية، والذي أكد فيه على ضرورة إشراك الإعلام في مسار التنمية والترافع عن القضايا الوطنية في المحافل الدولية.

تخللت الندوة سلسلة مداخلات غنية، كان أبرزها كلمة ألقاها السفير السابق في الجزائر وعضو اللجنة المؤقتة بالمجلس الوطني للصحافة. واستعرض المتحدث تجربة الصحافة في الجزائر وما يتعرض له الصحفيون هناك من اضطهاد وقمع للحريات، حيث وصف المشهد الإعلامي الجزائري بأنه “محاصر ومقيد”. وفي سياق المقارنة، أشاد بالبيئة الإعلامية المغربية التي تتسم بالحرية والتعددية، مؤكدًا أن الصحافة الوطنية تمتلك كل المقومات لتكون رائدة في الدفاع عن القضية الوطنية.

من جانبه، تناول السيد حرو موضوع المقاولة الصحفية في المغرب، مُبرزًا التحديات التي تواجهها في الأقاليم الجنوبية. وأشار إلى غياب الدعم الكافي لهذه المقاولات، مما يجعلها تواجه صعوبات مالية وتنظيمية، تعرقل قدرتها على تحقيق النمو والاستمرارية. ودعا إلى تبني سياسات داعمة من قبل المجلس الوطني للصحافة والجهات المعنية لتعزيز مكانة الصحافة الجهوية كفاعل محوري في التنمية.

لم تغب الصحافة الجهوية عن النقاش، حيث خُصص الجزء الأخير من الندوة للإنصات إلى ممثلي الإعلام الجهوي. عبر الصحفيون الجهويون عن معاناتهم اليومية، بدءًا من عدم تمكينهم من تغطية بعض الأنشطة السياسية الهامة في منطقتهم، وصولًا إلى غياب الدعم المادي والمعنوي اللازم. وأشاروا إلى أن تجاهل الإعلام الجهوي يعوق نقل صوت الساكنة ومطالبهم، ويضعف قدرتهم على الدفاع عن قضايا المنطقة، خصوصًا في ظل التحديات المرتبطة بالتنمية والمنافسة الإعلامية.

في هذا الصدد، أجاب رئيس اللجنة المؤقتة بالمجلس الوطني للصحافة على التساؤلات المطروحة، ووعد بمعالجة الإشكالات التي تواجه الصحافة الجهوية. وأكد أن المجلس يعمل على إعداد برامج لتعزيز قدرات الإعلاميين الجهويين وتحسين ظروف عملهم، بما ينسجم مع رؤية شاملة لتطوير القطاع الإعلامي في الأقاليم الجنوبية.

اختتمت أشغال الندوة بتوصيات محورية، أبرزها:

  1. تعزيز دور الإعلام الجهوي كأداة أساسية للترافع عن القضية الوطنية، من خلال دعم الصحفيين الجهويين وتسهيل عملهم.
  2. تطوير المقاولات الصحفية عبر إطلاق برامج دعم موجهة لتقوية بنيتها الاقتصادية والهيكلية.
  3. تمكين الصحفيين الجهويين من تغطية الأنشطة السياسية دون قيود، لضمان نقل الصورة الحقيقية عن الأقاليم الجنوبية.
  4. إطلاق مبادرات تكوينية لرفع كفاءة الصحفيين في الأقاليم الجنوبية، بما يتماشى مع النموذج التنموي الجديد.

لقد أكدت هذه الندوة على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تعزيز التنمية والترافع عن الوحدة الترابية للمملكة. ومن مدينة العيون، التي أصبحت رمزًا للتنمية المتواصلة، خرجت رسائل قوية تؤكد أن الصحافة الوطنية بكل مكوناتها مستعدة لتحمل مسؤولياتها، وأن الصحفيين الجهويين هم في قلب هذه الدينامية، رغم كل التحديات والمعيقات التي تواجههم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة