المحمدية : تنظيم موسم سيدي موسى المجدوب: مهرجان للفروسية بصيغة جديدة وهيكلة للفضاءات التجارية

المحمدية / المصطفى العياش – موسى مرزوقي – “كابريس“

ترأس عامل عمالة المحمدية، السيد عادل المالكي، يوم الأربعاء 25 يونيو 2025، اجتماعًا رسميًا بمقر العمالة، حضره الكاتب العام، ورئيس مصلحة الشؤون الداخلية، إلى جانب رؤساء الجماعات الترابية التابعة للإقليم، وذلك في إطار الإعداد لتنظيم موسم سيدي موسى المجدوب برسم سنة 2025.

وقد خلص الاجتماع إلى اعتماد مقاربة تنظيمية جديدة تقضي بالاكتفاء بتنظيم مهرجان للفروسية فقط، دون إقامة الموسم التقليدي الذي كان يشمل استقبال الزوار تحت خيام مخصصة لذلك، وهو الإجراء الذي يندرج في سياق الحرص على تنظيم محكم ومتوازن يراعي متطلبات السلامة والتنسيق المؤسسي.

مهام موزعة وتنظيم تشاركي

وفي هذا الإطار، تقرر تكليف جماعة سيدي موسى المجدوب والسلطات المحلية بالإشراف على التنظيم المباشر، بدعم من باقي الجماعات الترابية بالعمالة، التي ستُساهم في توفير الوسائل اللوجستيكية والتقنية الكفيلة بإنجاح هذه التظاهرة، التي تحظى بمكانة خاصة في ذاكرة المنطقة وموروثها الثقافي.

وشددت التوصيات الصادرة عن الاجتماع على ضرورة العمل بروح جماعية لتأمين ظروف تنظيمية سلسة وآمنة، تضمن راحة الزوار وتيسّر مشاركة الفرسان والهياكل الميدانية وفق تصور واضح ومُنسق.

فضاءات تجارية مهيكلة تواكب روح التغيير

وفي مستجد نوعي، ستعرف هذه الدورة من المهرجان هيكلة الفضاءات التجارية، حيث سيتم تخصيص أماكن منظمة لعرض منتوجات الصناعة التقليدية، والمنتوجات الفلاحية، وبعض المهن المحلية، وذلك في إطار دعم الاقتصاد المحلي وتحسين ظروف عرض وتسويق المنتوجات داخل فضاءات مؤطرة وواضحة المعالم.

موعد رسمي وأفق جديد للتنظيم

تم تحديد موعد مهرجان الفروسية بسيدي موسى المجدوب خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 27 يوليوز 2025، حيث يُرتقب أن تُشكل هذه النسخة فرصة لإبراز المكون التراثي للفروسية التقليدية، ضمن تصور متجدد يسعى إلى تثمين الموروث الثقافي في إطار تنظيمي حديث ومحكم.

حضور قوي للعامل وإشارة إلى انطلاقة واعدة

حضور السيد عادل المالكي، عامل عمالة المحمدية، منذ اليوم الأول لتسلمه لمهامه، وقيادته الشخصية لهذا الاجتماع الاستراتيجي، يؤكد رغبة واضحة في إرساء دينامية جديدة قوامها التنظيم والتأطير والالتقائية بين مختلف الفاعلين المحليين. وقد أعطى إشرافه المباشر على هذا الورش إشارات قوية على التحول النوعي الذي بدأ يتشكل داخل العمالة، من خلال مقاربات دقيقة، تراهن على الجودة والفعالية بدل الاستمرارية التقليدية.

إن تركيز العامل على صيغة منظمة لمهرجان الفروسية فقط، بعيدًا عن النمط العشوائي للمواسم، يعكس رؤية تنموية مبنية على التدرج، واحترام الخصوصيات، واستثمار الرمزية المحلية في أفق بناء نموذج يحتذى به في باقي الجماعات والمناطق. وهذه أولى الخطوات التي تعكس الانخراط العملي لعامل الإقليم في تثبيت معايير الحكامة، وربط المسؤولية بالمبادرة والمواكبة الميدانية.

نحو موسم محلي بطابع احترافي وتراثي

وبهذا القرار، تكون عمالة المحمدية قد دشّنت مرحلة جديدة في التعامل مع التظاهرات الشعبية، تقوم على التحول من منطق العادة إلى منطق الجودة، ومن التلقائية إلى التنظيم، دون المساس بروح الموروث ولا عمق الذاكرة الجماعية.

إن مهرجان الفروسية بسيدي موسى المجدوب، في حلّته الجديدة، يُرتقب أن يشكل نموذجًا محليًا رائدًا في تنظيم التظاهرات التراثية بشكل عصري ومتزن، في انسجام مع انتظارات الساكنة وتطلعات مختلف الفاعلين. وهي بداية تُسجَّل ضمن أولى المحطات الميدانية التي تراهن عليها السلطة الإقليمية في تجسيد مقاربة جديدة قوامها التنسيق والانفتاح والعمل الجماعي.

الرهان اليوم ليس فقط على إنجاح المهرجان، بل على إرساء تقاليد تنظيمية مستدامة تعيد الاعتبار للثقافة المحلية في إطار يحترم ضوابط العصر ومقومات التنمية.