موسى مرزوقي / كابريس
تنظم جماعة سيدي موسى المجدوب، بشراكة مع الجماعات الترابية التابعة لعمالة المحمدية، مهرجان زناتة للتبوريدة في نسخته الأولى، تحت شعار: “زناتة.. أصالة التراث وامتداد للذاكرة”.
ورغم أهمية هذه المبادرة في تثمين التراث المحلي والفروسية التقليدية، يطرح متتبعو الشأن المحلي تساؤلات مشروعة حول مصير موسم الوالي الصالح سيدي موسى المجدوب، الذي شكل لأزيد من مئتي سنة محطة دينية واجتماعية وثقافية راسخة في ذاكرة المنطقة.
إذ يعتبر عدد من أبناء المنطقة أن الحديث عن “نسخة أولى” هذه السنة يعني ضمنيًا وجود نسخ لاحقة، ما يفتح الباب أمام مخاوف من أن يتحول المهرجان إلى بديل عن الموسم التاريخي، ويؤدي إلى طمس معالمه تحت مبررات تنظيمية أو سياسية.
ويرى البعض أن تبرير إنهاء الموسم بتفادي الاستغلال الانتخابي لا يبرر إلغاء هذه التظاهرة العريقة، بل كان الأجدر إصلاح اختلالات التنظيم وتعزيز الرقابة، بدل استبدال الموسم بمهرجان لا يحمل الأبعاد الدينية والاجتماعية والروحية ذاتها.
وتطرح الساكنة تساؤلات حول الأبعاد غير المعلنة لهذا التحول، خاصة مع الأهمية العقارية لموقع المجدبة وضفاف واد المالح، التي صارت محط اهتمام عدد من المستثمرين، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى حماية ذاكرتها وهويتها التاريخية بدل إقبارها تحت مبررات تطويرية لا تراعي البعد الثقافي للمكان.
وتؤكد ساكنة لمجدبة أن الموسم لم يكن مجرد تجمع عشوائي، بل مناسبة للتراحم وصلة الرحم والتجارة والتلاقي بين الأجيال، في تقليد ظل ينتظره الناس سنويًا كمساحة اجتماعية وإنسانية لا تعوضها الفرجة العابرة.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الساكنة انفتاحها على تنظيم المهرجانات لتطوير التبوريدة والحفاظ على الموروث، تشدد على ضرورة ألا يكون ذلك على حساب إلغاء الموسم ومسح تاريخه من الذاكرة الجماعية للمنطقة.
إنها دعوة صريحة موجهة إلى الجهات المنظمة والسلطات الوصية من أجل تصحيح المسار، والتفكير في حلول تضمن تطوير الموروث الثقافي دون المساس بالذاكرة الجماعية للمنطقة، حتى لا يتحول المهرجان إلى أداة لمحو التاريخ، بدل الحفاظ عليه وتطويره.