خالد بدري/كابريس
تستقر المرجة الزرقاء في حضن بلدة مولاي بوسلهام، كجوهرة طبيعية نادرة وملاذ عشاق الهدوء. مع نهاية الصيف وبداية الخريف، يختلف المشهد كلياً: يخف زحام المصطافين الذين اعتادوا التوافد خلال فترة الحر، وتبقى فئة قليلة من الزوار والسياح العاشقين لسكون المكان، يفضلون الاستمتاع بجمال المرجة بعيداً عن صخب المدينة.
المرجة الزرقاء ليست مجرد بحيرة ساحلية، بل هي محمية طبيعية عالمية مصنفة ضمن الاتفاقيات الدولية لحماية الأراضي الرطبة.
الزائر لمولاي بوسلهام في شتنبر وأكتوبر سيلاحظ الفرق الكبير: المقاهي المطلة على الشاطئ تستعيد هدوءها، الفنادق الصغيرة تفتح أبوابها للباحثين عن الاسترخاء، والمرجة نفسها تتحول إلى فضاء صامت إلا من أصوات الأمواج وصرخات النوارس.
بمقهى ميرامار المطلة على البحر أجد راحتي اجلس لكي امنح ذاتى قسطا من الأوكسجين وضوضاء المدينة الاقتصادية وانا في غيبوبتي افاجأ بكأس من الشاي المرسل من يكون غيره إنه الصديق العزيز: الشماخ الرجل الطيب يقول الشماخ في كلامه :مولاي بوسلهام في فترة الصيف شهد انتعاشة كبيرة وحركية اقتصادية غريبة هاته السنة وقد توجت ايام الصيف ببرنامج رياضي متميز لإبن المنطقة البطل العالمي عزيز الصالحي من تنظيم جمعية القوارب بتنسيق مع الجماعة القروية لمنطقة مولاي بوسلهام في شخص رئيسها ،” يجب أن تكون دائما مثل هاته البرامج لان المنطقة في حاجة ماسة لها” يضيف الصديق الشماخ.
تبقى المرجة الزرقاء فضاءً للقوارب التي تقوم بفسحة التأمل ، إذ يختار أغلب الزوار القيام بجولات قصيرة على قوارب الصيادين التقليديين الذين يعرضون على الزوار جولة في أرجاء المرجة مقابل أثمان معقولة.
مولاي بوسلهام، البلدة الصغيرة التي تحمل اسم ولي صالح مدفون بالقرب من الشاطئ، واليوم، ورغم بروزها كوجهة سياحية، ما تزال تحتفظ بروح البساطة: أسواق تقليدية، مأكولات بحرية طازجة، وأهل يستقبلون الزائر بابتسامة ، صادقة اناسها تجدهم على طبيعتهم وعفويتهم.
خلال الأيام الأخيرة تم تعبيد الطريق بشكل جيد حيت “اصبحت حركة السير معبدة والفضل كل الفضل يعود لجماعة مولاي بوسلهام” يقول السيد بوسلهام بوملوي أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة.
يبقى الغروب هو اللحظة الأجمل التي تجمع كل تفاصيل المكان: زرقة المحيط، انعكاس الشمس على مياه المرجة، الزرقاء وسرب طيور يحلق في الأفق.
مشهد يجعل الزائر ينسى رتابة الأيام ويغادر المكان محملاً بذكريات تبقي موشومة في الذاكرة، كما وقع لي انا في هاته الجولة القصيرة.
