في موقف دبلوماسي حازم، أدانت المملكة المغربية بقوة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف دولة قطر، مؤكدة تضامنها الكامل مع الدوحة في حماية سيادتها وأمن مواطنيها والمقيمين بها. البلاغ المغربي الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية يعكس الالتزام الثابت للرباط بمبادئ الشرعية الدولية ورفض أي اعتداء على السيادة الوطنية للدول.
تأتي هذه الخطوة المغربية في وقت تصاعدت ردود الفعل الدولية بشكل غير مسبوق، حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم، واصفًا إياه بـ”انتهاك صارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها”، مؤكدًا أن الدولة الخليجية تلعب دورًا إيجابيًا في الوساطة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة. كما دانت دول عدة، من بينها تركيا وإيران وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والنرويج والصين، الهجوم الإسرائيلي، معتبرة أنه يشكل خرقًا للقوانين الدولية وتهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
الموقف المغربي يتناغم مع هذه التنديدات الدولية، مؤكدًا أن الاعتداء على دولة وسيطة تلعب دورًا في الوساطة الإقليمية يهدد جهود تحقيق السلام ويشكل استفزازًا للمنطقة برمتها. كما يعكس هذا الموقف قدرة الرباط على التفاعل الفوري مع الأحداث الدولية الحساسة، والتأكيد على دورها كفاعل مسؤول يلتزم بثوابته الدبلوماسية في حماية الأمن الإقليمي والدولي.
باختصار، المغرب، بتنديده العدوان الإسرائيلي، لا يكتفي بالدفاع عن قطر، بل يعزز موقعه كدولة رائدة في السياسة الإقليمية والدبلوماسية، ملتزمة بحماية سيادة الدول واستقرار شعوب المنطقة، في وقت يترقب العالم تداعيات الهجوم على جهود السلام في الشرق الأوسط.
تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة
في يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، نفذت إسرائيل غارة جوية على العاصمة القطرية الدوحة، استهدفت مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، من بينهم القيادي البارز خليل الحية. أسفرت الغارة عن مقتل خمسة من أفراد الحركة، بينهم نجل خليل الحية، إضافة إلى عنصر من قوات الأمن الداخلي القطري، كما أسفرت عن إصابة آخرين. الجيش الإسرائيلي أعلن أن الهجوم استهدف قيادة الصف الأول لحركة حماس، مبررًا ذلك بأن هؤلاء القادة مسؤولون عن الهجمات ضد إسرائيل.
التداعيات الإقليمية
يشكل هذا الهجوم تهديدًا واضحًا لاستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط، إذ يضع جهود الوساطة الإقليمية والدولية أمام تحديات كبيرة. استهداف دولة وسيطة تلعب دورًا إيجابيًا في التهدئة، مثل قطر، يعقد إمكانية التوصل إلى هدنة دائمة في غزة ويزيد من مخاطر التصعيد بين الأطراف الإقليمية. المغرب بموقفه الحازم يعكس وعيًا استراتيجيًا بأهمية حماية الدول الوسيطة، والحفاظ على دورها في جهود السلام، ما يعزز موقع الرباط كفاعل مسؤول ومؤثر على الساحة الدبلوماسية الإقليمية والدولية.
