بقلم :ذ فارس ازدو
يعيش بلدنا الحبيب ومنذ عطلة نهاية الأسبوع الماضي، على إيقاع مظاهرات ومطالب، احتجاجًا على انهيار القطاعين الصحي والتعليمي، والمطالبة بمحاربة الفساد وإصلاح القضاء والنهوض بالبلاد، وهي كلها مطالب مشروعة وأحلام نبتغيها جميعا داخل هذا الوطن العزيز. احتجاجات لشباب واع اتخذوا شعار “السلمية” عنوانا لمطالبهم وخروجهم. لكن سرعان من اندست أطراف غايتها إحداث الفوضى والتخريب قادت وشجّعت جانحين على ارتكاب جرائم يُتابَع عليها القانون، مثل حرق وتخريب أملاك عامة وخاصة، ورشق رجال ونساء الأمن والدرك بالحجارة، وصولًا إلى سقوط ثلاث ضحايا بالرصاص الحي، في مشاهد لم نعتدها في المغرب منذ 34 سنة، سرعان ماتم التوصل إليهم و احيلوا على السلطات القانونية المختصة.
إن التخريب والفوضى وترويع الأمن العام للمواطنيين أفعالا مدانة ومرفوضة تماما جملة وتفصيلا،فالوطن ملكنا جميعا والحفاظ عليه وعلى استقراره وممتلكاتها واجبنا جميعا.
وبقدر ما أساءت هذه الأفعال إلى أهل الحراك أنفسهم شباب “Z” ، والذين تبرؤوا منها وممن يحركها لإفساد تحركهم السلمي وحركتهم التي لا يريدون من خلالها إلا الإصلاح ما استطاعوا له سبيلا – فإن نستبشر خيرا بهذا الجيل، فما أحوجنا إلى جيل يتفاعل مع قضايا واقعه، يعيش زمنه، يتأثر بما يجري داخليًا وخارجيًا، ويمتلك حس المبادرة والتنظيم والتأطير، بل وحس المسؤولية، ويتحرك تحت سقف الثوابت الدستورية والوطنية، حتى وإن خرجوا خارج الأطر السياسية التقليدية الميتة.
إن الاهم في هذه الرجة السياسية هو ان المجتمع المغربي يئن ،وجل المغاربة لم يعد في نفوسهم وعقولهم رصيد إضافي من الصبر ومن الأمل ومن الحلم، وأن سوء الأوضاع في البلاد بلغ درجة أيقظت هذا الجيل الذي كان نائمًا سياسيًا، مشغولًا اجتماعيًا، لكنه ليس غائبا عن معاناة كل فئات المجتمع ،… وأن الدولة يجب ان تلتقط الإشارة وتتحرك بأسرع وقت ممكن. وأن حراك اليوم بطابعه لسلمي الحضاري بعيدا عن كل مظاهر التخريب والفوضى ، يتطلب إدارة حوار وطني من هنا إلى إجراء انتخابات تشريعية جديدة واتخاذ تدابير للتهدئة وفك الاشتباك بين الرأي العام والحكومة.
والله إننا كمواطنين بسطاء أولا، قبل أن نكون فاعليين جمعويين وسياسيين، فرحنا بهذه الهمة.
والكفاءة التي تم بها التوصل للمخربين المراهقين ولو كانوا ملثمين ، وإننا لنأمل أن تعم هذه الهمة والكفاءة المخربين الكبار للحياة السياسية في البلاد ، وكل المدمرين للاقتصاد الوطني ، وكل من ساهم بالقليل والكثير في تحطيم الصحة والتعليم بهذا البلد. وكل من ساهم في انتشار الغلاء والفقر داخل المجتمع.