بقلم : الأستاذ عزيز الشيب /عضو مجلس هيئة المحامين لدى محاكم الإستئناف بأكادير كلميم والعيون
عرفت مدينة أولاد تايمة أمس 9 أبريل 2025 حدثا تاريخيا بكل ماتحمله الكلمة من معنى تمثل في الإفتتاح الرسمي للمحكمة الإبتدائية بأولاد تايمة بعد تعيين القيدوم الأستاذ العربي حميدوش كأول رئيس لها وتعيين الأستاذ محمد بيمزاغ وكيلا للملك بها .
إن إحداث هذا المرفق العمومي سيعود حتما بالنفع على الجميع ، أولهم : المواطنين الذين كانوا يتجشمون عناء التنقل من مناطق بعيدة جدا عن تارودانت لتقديم الشكايات والحضور للجلسات وحق التقاضي ويتحملون لأجل ذلك مشاق السفر و أعباء التنقل المادية والجسدية، مما يجعل الكثيرين منهم المنحدرين من مختلف جماعات اولاد تايمة يتنازلون عن حقوقهم في الكثير من المناسبات بسبب بعد المحكمة عنهم.
المحامون أيضا يتحملون عبئ التنقل شبه اليومي الى المحكمة ويتسبب ذلك في إرهاقهم جسديا وماديا ، مما يجعل الكثيرين منهم لايحضورون الى مكاتبهم إلا في أوقات متأخرة من المساء …
عناصر الضابطة القضائية (من شرطة ودرك)هي الأخرى عانت الويلات عبر التنقلات المكوكية طوال الأسبوع إما لنقل المقدمين الموضوعين تحت تدابير الحراسة النظرية أو للقيام بالإجراءات القصائية الروتينية الاخرى وخصوصا المرتبطة بأجل…
هكذا فإن إحداث هذا المرفق سيحقق أهداف جمة من أبرزها :
تقريب القضاء من المواطنين وتيسير الولوج للعدالة ، وتسهيل مؤمورية مختلف المتدخلين في حقل القضاء ومنهم المحامون والضابطة القضائية والمفوضون القضائيون و….
غير أن ذلك كله لن يتحقق إلا عبر توفير الظروف المناسبة للعمل داخل هذه المحكمة وأهما توفير المكاتب اللازمة للسادة القضاة والسادة كتاب الضبط ، فابملاحظة بسيطة يتبين ان المحكمة لا تتوفر على مكاتب كافية لإستيعاب جميع القضاة الذين وفدوا على المحكمة ، كما أن السادة كتاب الضبط يتكدسون في مكاتب صغيرة لايمكن أن تستوعبهم جميعا لاسيما في ظل الوضع القضائي الجديد الذي ستتواجد فيه أعداد مضاعفة من المتاقضين والملفات أكثر من التي كانت في عهد ” مركز القاضي المقيم”
وعليه فإن إنجاح هذه التجربة الجديدة رهين بتوفير الفضاء الأمثل للمشتغلين بالمحكمة عبر توفير جميع المسائل اللوجيستيكية لمساعدتهم على أداء مهامهم في أحسن الظروف ، كما أن المسؤولين القضائين مطلوب منهم الحرس على بداية موفقة تعطي إنطاباعا جيدا على الرغبة والإرادة في تحقيق العدالة للجميع لاسيما بالضرب بيد من حديد على كل من يريد إستغلال حداثة هذا المكان المقدس لمحاولة تدنيسه ، ولعل سمعة وتجربة المسؤولين القضائيين الجديدين سيكون لهما الأثر الإبجابي في جعل هذه المحكمة إن شاء الله تجربة متميزة في المنطقة، كما أن هيئة الدفاع مطالب منها لعب دورها الأساسي في الدفاع عن الحقوق والحريات وتكريس دور المحاماة الريادي في تحقيق العدالة وفضح الفساد ، وكما قيل قديما فإن البدايات أعظم النهايات ، والله والموفق.
