قدمت فرقة آر-كانة Art-Gana مسرحية إصوابن بالمركز الثقافي ايت ملول كعرض اول للجنة تتبع الأعمال المسرحية كما عرفت توافد جمهور متعطش لفن المسرحي
وقد قدمت المسرحية في إطار برنامج وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة للدعم المسرحي 2023، مجال توطين الفرق المسرحية بالمسارح
العرض المسرحي
لا شك أن الطقوس الفرجوية-الاحتفالية وما يواكب إقامتها من تنظيم وإعداد، وأداء، تعد محطات أساسية في مسار تنمية المجتمعات الإنسانية منذ القدم. فهي تؤدي وظائف متعددة مجتمعية تواصلية، وأخرى ترسخ قيما جمالية وإنسانية.
ومن هذا المنطلق فإن الثقافة المغربية الأمازيغية تزخر بعدة ظواهر فرجوية واحتفالية منها ما هو منقرض لعدم الاهتمام به، ومنها ما يصارع الموت لقلة الاهتمام به. ومن الواجب تظافر الجهود للحيلولة دون موت ماتبقى، للحفاظ على الموروث الثقافي وتثمينه وجعله في خدمة الإنسان ومحيطه. وفي هذا السياق تأتي مسرحية ” إصوابن” كنقطة انطلاق وبداية التجريب والتأصيل لهذه الظواهر وفق مشروع ممتد يروم نفض الغبار على هذا الموروث، وتحيين هذه الفرجات، عبر آلية المسرح، ووفق رؤية إخراجية معاصرة. باعتبار المسرح فضاء حرا للتجريب والمساءلة. من جهة، وآلية للتواصل والتلقي من جهة أخرى. ففكرة المسرحية انبثقت من عدة إشكالات ترتبط بمصير هذا الزخم الهائل من مكونات الهوية الثقافية لبلدنا في غياب أو قلة الاهتمام به، كما ترتبط بكيفية تجديد الوظائف والقيم المتضمنة في هذه الأشكال الثقافية، وترسيخها في المجتمع المعاصر.
لتحقيق هذه الغايات آثرنا تدشين هذا المشروع المسرحي بظاهرة ” إصوابن” الفرقة المسرحية الجوالة بعروضها الفرجوية بفضاءات مختلفة، والتي لا يعرف تاريخ بدايتها وانتشارها بجل مناطق سوس وجنوب المغرب عموما، إلا أن فرجاتها (إعدادا وأداء) تعطي إشارات قوية وكثيرة لتصورات الإنسان الأمازيغي المرتبطة بالفنون –الأدائية- والفرجوية بالخصوص، سواء من حيث اختيار موضوع الفرجة وإسناد الأدوار (الإعداد). أو من حيث عمليات التلقي (مؤدي/ جمهور) تدور أحداث المسرحية حول مسار فرقة مسرحية شعبية تتنقل بعروضها المفتوحة بين القرى والمواسم والأسواق. تتكون الفرقة من خمسة أفراد (3ذكور) وامرأتين. المشاهد عبارة عن محطات تسرد أحداثا ومواقف متنوعة تقع لأعضاء الفرقة، أثناء جولاتهم الفنية. وأخرى ترتبط بفضاءات إقامة عروض الفرجة (دواوير – قصور/ أسواق / مواسم. وذلك في قالب يروم التجديد في الكتابة المسرحية من خلال استحضار القيم الجمالية المتجددة للمسرح المعاصر.
المسرحية من تأليف محمد موحيب و من تشخيص:
السعدية أباعقيل (تودايت)
أمال عبد الإله لمسيح ( تاوايا).
الدرداك مصطفى (الحزان)
عبد الرحيم اكزوم . (الجاج)
بلعيد بكار (ادحماد كتوبر)
إخراج: الحبيب نونو.