برؤية ثاقبة الدكتور عماد بنجلون… من السيادة الصحية إلى الموعد العالمي

kapress17 مايو 2025آخر تحديث :
برؤية ثاقبة الدكتور عماد بنجلون… من السيادة الصحية إلى الموعد العالمي

المقال من إعداد: المصطفى العياش – خالد بدري


في إطار متابعة تطورات المعارض الصحية الوطنية والدولية برؤية الدكتور عماد بنجلون.

برؤية هادئة وطموح لا يعرف السكون، استطاع الدكتور عماد بنجلون أن يعبر حدود التخصص ليُعيد رسم خريطة اشتغاله من عيادة طب الأسنان إلى فضاءات المعارض الكبرى، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: تحويل المعرفة الطبية إلى دينامية اقتصادية وتكوينية عابرة للحدود.

لم يكن في الحسبان أن يُصبح اسم بنجلون مرادفًا لأكبر المعارض الصحية الدولية، لكنه فعلها، وبأدوات اشتغل عليها بصمت: المهنية، التراكم، واستباق التحول العلمي.

البداية… من الإنسان إلى المؤسسة

انطلقت تجربة الدكتور بنجلون من وعي بسيط وعميق في الآن ذاته: أن المهني الصحي لا يشتغل بمعزل عن محيطه. فكانت أولى مبادراته من خلال تأسيس شركة Atelier Vita لتنظيم المعارض الصحية، معتمدًا في البداية على قطاع طب الأسنان، الذي يعرفه عن قرب، قبل أن تتسع الرؤية لتشمل باقي التخصصات الصحية، وتنتقل من التنظيم المناسباتي إلى صناعة المعارض كرافعة للتنمية والتكوين.

Morocco Medical Expo… التحول من الفكرة إلى البصمة

معرض Morocco Medical Expo لم يكن مجرّد موعد في أجندة المناسبات، بل صار محطة استراتيجية على خارطة القارة، تُراكم التظاهرات وتؤسس لجسور من التعاون المهني والاقتصادي بين بلدان الشمال الإفريقي وجنوبه.

كل دورة كانت تُضيف لبنة جديدة، لكن دورة 15 ماي 2025 مثّلت لحظة فاصلة في تاريخ هذا المشروع الطموح.

دورة 15 ماي 2025… الرعاية السامية ترفع السقف عالياً

من 15 إلى 18 ماي 2025، وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، احتضن مركز المعارض الدولي بالدار البيضاء – عين السبع، الدورة الرابعة والعشرين من المعرض الدولي للصحة “Morocco Medical Expo”، بمشاركة أزيد من 11,000 مهني صحي وممثلين عن 20 دولة.

تميّزت الدورة بحضور مستشار جلالة الملك، السيد أندري أزولاي، الذي ألقى كلمة قوية شدد فيها على البعد الإفريقي للتعاون الصحي، منوهًا بدور المعرض في تجسيد الرؤية الملكية السامية لجعل المملكة مركز إشعاع للمعرفة، والربط الذكي بين الابتكار والتكوين والاستثمار.

كما عرفت الدورة حضور وزير الصحة والحماية الاجتماعية، الذي أشار إلى أهمية المبادرات المواطِنة التي تجمع بين المهني، والتكويني، والتكنولوجي، مسجّلًا دعم الوزارة لمثل هذه التظاهرات ذات القيمة المضافة العالية.

في السياق ذاته، تم خلال هذه الدورة توقيع سلسلة من الشراكات الاستراتيجية بحضور السيد أزولاي، همّت التصنيع المحلي، الذكاء الاصطناعي في التشخيص، وتكوين الكفاءات الصحية من دول إفريقيا جنوب الصحراء، مما منح للمعرض بعدًا قارِّيًا يعزز مكانة المملكة كقوة ناعمة في المجال الصحي.

معارض طب الأسنان… الاستمرار في العمق

بموازاة هذه الدينامية الكبرى، واصل الدكتور بنجلون الاشتغال على تخصصه الأول، من خلال تنظيم معارض طب الأسنان بمواصفات عالية الجودة، استقطبت مهنيين من مختلف المدن، وشكلت منصات حقيقية لتبادل الخبرات والتكوين في أحدث التقنيات من الزرع إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد وتقويم الأسنان.

فلسفة المعرض… تكوين، استثمار، وانفتاح قاري

ما يميز تجربة الدكتور بنجلون هو إيمانه بأن المعرض ليس مجرد فضاء عرض، بل منصة تكوين وصياغة لرؤى مستقبلية، ولهذا يحرص في كل دورة على إشراك الجامعات، مراكز البحث، الجمعيات المهنية، والمستثمرين، لصياغة نموذج صحي تشاركي ومتجدد، متفاعل مع التحولات الرقمية والصناعات الحيوية.

تقاطعات ذكية مع الرؤية الملكية

لا تخطئ العين أن المعارض التي يشرف عليها الدكتور بنجلون تتحرك في انسجام واضح مع الرؤية الملكية السامية التي تدعو إلى جعل المملكة قطبًا قارِّيًا في الصحة والتكوين والابتكار. بل يمكن القول إن كل دورة تُشكل لبنة ضمن هذا الورش الكبير، وترجمة ميدانية لدبلوماسية صحية ناعمة تنفتح على القارة بعقل اقتصادي وقلب إنساني.

رهانات المستقبل… من الصحة إلى السيادة الصحية

في أفق السنوات المقبلة، تتجه بوصلة الدكتور عماد بنجلون نحو ترسيخ مفهوم “السيادة الصحية” عبر المعارض، من خلال دعم التصنيع المحلي للمستلزمات الطبية، وربط التكوين بالممارسة داخل فضاءات العرض، وفتح المجال أمام الكفاءات الإفريقية الشابة للولوج إلى منظومة الصحة الحديثة.

الهدف ليس فقط تنظيم معرض ناجح، بل تحويل التظاهرات الصحية إلى مختبرات دائمة لإنتاج الحلول، وتبادل التجارب، وتوطين التكنولوجيا، في انسجام مع رؤية ملكية تنظر إلى القارة الإفريقية كفضاء للتكامل، لا للتنافس.

ولأن الدكتور بنجلون يُدرك أن المستقبل يُصنع اليوم، فإنه يشتغل على تطوير نموذج جديد للمعرض القارِّي، يزاوج بين اللقاء الحضوري والمنصات الرقمية، ويُمكِّن الفاعلين الصحيين من الترافع حول القضايا الكبرى للقطاع، من التمويل إلى الذكاء الاصطناعي، ومن الابتكار الصيدلاني إلى أخلاقيات الممارسة.

رهانات المستقبل… من الصحة إلى السيادة، ومن المعرض إلى الموعد العالمي

في أفق السنوات المقبلة، تتجه بوصلة الدكتور عماد بنجلون نحو ترسيخ مفهوم السيادة الصحية من خلال جعل المعارض الصحية محركًا حقيقيًا للتصنيع المحلي، التكوين المستمر، وتوطين التكنولوجيا. هذا التوجه لا ينفصل عن الرؤية الملكية الطامحة إلى جعل المملكة نقطة إشعاع إفريقي في مجالات الصحة، التكوين، والتنمية المستدامة.

وإذا كانت المملكة تستعد لاستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، فإن الربط الذكي بين الصحة والرياضة والسياحة الطبية يشكّل ورشًا استراتيجيًا سيواكب هذه الاستضافة التاريخية. فالمعارض الصحية يمكن أن تتحول إلى رافعة داعمة للحدث الكروي العالمي، من خلال تسويق القدرات المغربية في الابتكار الطبي، جودة البنيات التحتية، وحيوية القطاع الصحي.

تحليل ختامي… صناعة المعارض كقوة هادئة

حين يُذكر اسم الدكتور عماد بنجلون، فإننا أمام نموذج مغربي يشتغل خارج دائرة الأضواء التقليدية، لكنه يصنع فرقًا حقيقيًا على الأرض. فبفضل مقاربته المبتكرة، استطاع أن يُحوّل قطاع المعارض الصحية إلى رافعة للتنمية والريادة، وأن يُثبّت المملكة على خريطة التظاهرات الصحية الدولية بجدارة.

وإذا كانت الرعاية الملكية لمعرض 2025 قد منحت الشرعية العليا لهذا المشروع، فإن ما ينتظر الدكتور بنجلون وفريقه في المستقبل هو الاستمرار في تكريس هذا النموذج كأداة لتسويق الكفاءات المغربية وتوطين التكنولوجيا الطبية وتكوين جيل جديد من المهنيين… وهذه معادلة لا ينجح في بنائها إلا من فهم أن الصحة لم تعد شأنًا محليًا، بل مشروعًا حضاريًا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة