المصطفى العياش “كابريس”
بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، قام الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، بزيارة عمل رسمية إلى دولة قطر الشقيقة، امتدت من 19 إلى 22 أبريل 2025.
زيارة رسمية، لكنها في عمقها تعبير عن رؤية ملكية ناظمة، تُدرك بأن الشراكة الدفاعية ليست مجرد تنسيق عابر، بل مشروع استراتيجي يتطلب الإرادة، والانسجام، والتخطيط المشترك في زمن تتعدد فيه التهديدات وتتداخل المصالح.
وفي يوم الأحد 20 أبريل 2025، عقد الفريق أول محمد بريظ اجتماعًا موسعًا مع نظيره القطري، الفريق الركن طيار جاسم بن محمد بن أحمد بن محمد المناعي، رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، تلاه لقاء رسمي مع سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن حسن بن علي آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع.
الاجتماعات، التي جرت في مناخ من الأخوة والثقة، انصهرت في إطار التوجيهات السامية لقائدي البلدين – أيدهما الله – وركزت على بحث سبل تطوير التعاون العسكري الثنائي، وتعميق آلياته، وتوسيع مجالاته بما يخدم المصالح العليا للمملكتين.
وقد أعرب المسؤولان العسكريان عن ارتياحهما لمتانة العلاقات العسكرية بين المملكة المغربية ودولة قطر، ولما تحققه من نتائج ملموسة على الأرض، معتبرين هذا التعاون نموذجاً يُحتذى به في الشراكات العربية الناجحة المبنية على التقدير المتبادل والثقة المستدامة.
ولإضفاء طابع عملي وتطبيقي على هذه الشراكة، قام الفريق أول محمد بريظ بزيارات ميدانية لعدد من القيادات والوحدات العسكرية القطرية، شملت قيادة العمليات المشتركة، وقيادتي سلاح الإشارة الأميري وقوات الدفاع الجوي، وهي زيارات تترجم الاهتمام المغربي برصد تفاصيل البنية الدفاعية القطرية وتبادل الخبرات من موقع الندية والتكامل.
وتُجسد هذه الزيارة، بما تحمله من رمزية ودلالة، إرادة سامية في جعل التعاون العسكري بين البلدين دعامة قوية للأمن والاستقرار في المنطقة، ومنصة لتوحيد الرؤى تجاه مختلف التحديات الإقليمية والدولية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبتناغم مع الرؤية الاستراتيجية لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تُواصل القوات المسلحة لكلا البلدين رسم معالم شراكة دفاعية وازنة، تؤمن بأن السيادة لا تُصان إلا بوحدة الصف، وبأن الأمن لا يُبنى إلا بثقة تُغذّيها الجندية الصادقة والرؤية الملكية الحكيمة.
