تعيش جماعة الكدية البيضاء بإقليم تارودانت، ومعها الدواوير التابعة لها، واحدة من أصعب الأزمات المرتبطة بالماء الصالح للشرب، حيث تحولت معاناة الساكنة مع ندرة المياه إلى كابوس يومي يُهدّد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.
ففي ظل شحّ الموارد المائية وتراجع منسوب الفرشات الجوفية، وجد المواطنون أنفسهم مضطرين لقطع مسافات طويلة بحثاً عن جرعة ماء تُطفئ عطشهم وتُؤمّن حاجيات أسرهم وماشيتهم، في مشهد اختزل سنوات من التهميش والإهمال.
لكن هذه الأزمة لم تمر مرور الكرام، إذ بادر الوزير عبد الصمد قيوح، وبتنسيق محكم مع منسق فريق حزب الاستقلال بمجلس جماعة الكدية إقليم تارودانت طه التويل، إلى الترافع بقوة داخل المؤسسات الرسمية من أجل رفع هذا العبء عن كاهل الساكنة.
ولم يقتصر الأمر على المرافعات، بل تُوّجت الجهود بتدخل شخصي مباشر من عبد الصمد قيوح، الذي تمكن من جلب غلاف مالي مهم يُقدّر بحوالي 5 ملايين درهم كمساهمة من وزارة التجهيز والماء.
هذا المبلغ وُجّه لتمويل مشاريع حيوية، أبرزها:
حفر وتجهيز الآبار لتأمين موارد مائية دائمة.
اعتماد الألواح الشمسية لتقليص كلفة الضخ وضمان الاستدامة.
تشييد صهاريج كبيرة لتخزين المياه بما يكفل تزويد الساكنة في أوقات الذروة والجفاف.
وتُعتبر هذه الخطوة متنفساً حقيقياً لأهالي الكدية البيضاء، ورسالة أمل بأن صوتهم وصل أخيراً إلى مراكز القرار. وهي أيضاً نموذج يُجسّد كيف يمكن للعمل السياسي المسؤول، عندما يقترن بالقرب من هموم المواطنين، أن يتحول إلى حلول عملية على أرض الواقع.
وبذلك، تكون مبادرة عبد الصمد قيوح، ومن وراءها فريق حزب الاستقلال، قد أعادت رسم صورة جديدة للتفاعل السياسي القادر على إنقاذ مناطق تعاني في صمت، ووضعت الكدية البيضاء على سكة تجاوز “أزمة العطش” نحو مستقبل أكثر استقراراً وكرامة.