تارودانت : جماعة توغمرت على صفيح سياسي ساخن: بين منطق الإنجاز ومناورات الظل

kapress14 مايو 2025آخر تحديث :
تارودانت : جماعة توغمرت على صفيح سياسي ساخن: بين منطق الإنجاز ومناورات الظل

فيما تتحرك أقلية معارضة داخل الجماعة… أصوات متزايدة تطالب أكنوكي بالترشح للبرلمان لجلب الاستثمار والدفع بالتنمية

توقيع: مراسل “كابريس” بجماعة توغمرت

في أقصى الجنوب الشرقي من إقليم تارودانت، وضمن النفوذ الترابي لدائرة أولاد برحيل، قيادة الفيض، تعيش جماعة توغمرت على وقع توتر سياسي متصاعد، يضع رئيس مجلسها الجماعي، السيد امحمد أكنوكي المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، في قلب مشهد يختلط فيه منطق التنمية بمحاولات التشويش والضغط السياسوي.

في وقت تبذل فيه الجماعة مجهودات حقيقية على الأرض، تظهر بين الفينة والأخرى أطراف محسوبة على معارضة مشتتة، مدفوعة بخلفيات لا علاقة لها بمصلحة السكان، تعمل على التشويش ومحاولة فرملة عجلة الاشتغال الجماعي.

مشاريع تُنجز… وأسئلة تُفتعل

منذ توليه المسؤولية، راهن امحمد أكنوكي على إرساء مقاربة عملية لتنمية جماعة توغمرت، بالتركيز على المشاريع ذات الأولوية، في مجالات الماء والطرقات والخدمات الاجتماعية. وبالرغم من محدودية الموارد، فإن خطوات محسوبة بدأت تعطي إشارات إيجابية على الأرض.

لكن في مقابل ذلك، اختارت بعض الجمعيات، التي لا تحظى بثقة الساكنة، أسلوب الاستفزاز المنظم وترويج مغالطات، بتحريك بعض المستشارين من داخل المعارضة، في محاولة لخلق رأي عام مضاد يعاكس منطق الإنجاز لصالح منطق الاصطياد في المياه العكرة.

الشرعية لا تُستمد من الضجيج

في المشهد السياسي المحلي، تبقى الشرعية الانتخابية والبرامجية هي الأساس، لا الضجيج المصطنع ولا البيانات التي تصدر من أطراف تعوزها المصداقية. وهنا، يبدو أن الرئيس أكنوكي، الذي ينتمي لحزب يشرف على تسيير الشأن الحكومي ويمتلك تمثيلية وازنة على المستوى الوطني، يحاول تفادي الانزلاق إلى ردود أفعال غير منتجة، واضعًا مصلحة الساكنة فوق كل اعتبار.

أكنوكي… رجل التوازن الممكن

ليس من السهل تدبير جماعة قروية في ظل ضغوط محلية وتداخلات قبلية وتوازنات سياسية دقيقة، لكن السيد أكنوكي أظهر قدرة على الصمود، والاشتغال بتؤدة، في انتظار أن تحكم صناديق الاقتراع على من يشتغل ومن يفتعل.

الرئيس في أعين الساكنة: رجل المرحلة المقبلة

في هذا السياق، أجرى مراسل جريدة “كابريس” لقاءات ميدانية مع عدد من الفاعلين الجمعويين بالمنطقة، بهدف استجلاء آرائهم حول أداء المجلس الجماعي ورئيسه. وقد جاءت أغلب الشهادات إيجابية، حيث أكد المتدخلون أن الرئيس أكنوكي يُعرف بجديته ودفاعه المستمر عن مصالح المواطنين، سواء داخل دواليب الجماعة أو في علاقاته بالمصالح الخارجية.

كما عبّر بعضهم عن أملهم في أن يترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، لما يمتلكه من كفاءة وقدرة على جلب الاستثمارات وتوسيع دائرة الاهتمام بجماعة توغمرت التي ظلت لعقود تعاني من التهميش. وأجمع المتحدثون على أن المنطقة بحاجة إلى وجوه ميدانية تؤمن بالاشتغال الواقعي أكثر من الخطابات الرنانة، وهو ما يمثل أكنوكي بالنسبة لهم.

وفي مقابل هذا الدعم المتنامي، تظل بعض الأصوات المعارضة محصورة في نطاق ضيق داخل الجماعة، تتحرك أحيانًا تحت يافطة جمعوية، وأحيانًا داخل بعض مواقع التواصل، لكن دون أن تنجح في إحداث تعبئة واسعة أو تقديم بدائل عملية. وهو ما يزيد من المفارقة بين واقع الاشتغال وبين محاولات التشويش، ويعزز في نظر كثيرين من وجاهة الرهان على أكنوكي كرجل مرحلة قادمة، ربما على مستوى تمثيلية البرلمان.

فإذا كان من درس يمكن استخلاصه من هذا السياق، فهو أن التنمية الحقيقية لا تمر دون مقاومة، خاصة من أولئك الذين اعتادوا الاستفادة من الفوضى أو الفراغات التدبيرية.

إن ما يجري في جماعة توغمرت ليس سوى نموذج مصغر لما يمكن أن نرصده في عدد من الجماعات القروية، حيث يتحول الصراع السياسي من منافسة مشروعة إلى محاولة ليّ ذراع المؤسسة المنتخبة عبر جمعيات موسمية أو معارضة ظرفية. لكن في نهاية المطاف، تبقى النتائج المحققة على الأرض هي المعيار الوحيد للحكم، لا مناورات الظل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة