تارودانت: من الأطراف… تُصنع النماذج: جماعة الدير كما لا يعرفها كثيرون ( فيديو)

يوسف بدري22 مايو 2025آخر تحديث :
تارودانت: من الأطراف… تُصنع النماذج: جماعة الدير كما لا يعرفها كثيرون ( فيديو)

أجرى الحوار: بدري يوسف/ايوب ازيكو

حوار خاص مع عبد الرحمن لونيسي، رئيس الجماعة الترابية الدير بإقليم تارودانت أنجزته جريدة “كابريس”

في قلب الأطلس الكبير، وعلى مسافة قصيرة من مدينة اولاد تايمة غير بعيد عن عاصمة الإقليم تارودانت، تقف جماعة الدير كأنها تنحت لنفسها مسارًا مختلفًا. جماعة قروية تتنفس على مهل، لكن بنبض إصلاحي واضح، وبخطى واثقة نحو التموقع داخل خريطة الجماعات الفاعلة، لا تلك التي تكتفي بتدبير اليومي والمألوف.

جماعة الدير ليست محظوظة جغرافيًا، ولا تحظى بإمكانيات مالية كبرى، لكن رئيس مجلسها، عبد الرحمن لونيسي، اختار أن يقلب هذه “الحدود” إلى محفزات، فكان الاشتغال بصمت، والانفتاح على الشراكات، والبحث عن التجديد خارج منطق الشعارات.

جريدة “كابريس” رافقته في جولة ميدانية للوقوف على المشاريع المنجزة، قبل أن تجلس إليه في حوار مفتوح، يعكس مسار رجل خبر الإدارة عبر موقعه كمدير سابق لديوان رئيس المجلس الإقليمي لتارودانت، وراكم أربع ولايات كاملة كرئيس لجماعة الدير باسم حزب الاستقلال، أغلبها بإجماع مطلق داخل المجلس.

عن هذا التوافق النادر، يقول لونيسي:
الثقة المتجددة كل ولاية، والاشتغال بإجماع، ليس صدفة، بل نتيجة العمل الجماعي، وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، واحترام الرأي الآخر. هذا هو مفتاح الاستقرار المؤسساتي، الذي مكننا من تتبع ملفاتنا باستمرارية.

أما في باب الإنجازات، فيؤكد لونيسي أن الجماعة تشتغل حالياً على مشروع بناء مركز صحي من الدرجة الثانية بمنطقة “الدخيلة”، سيخفف العبء عن الساكنة التي تضطر للتنقل لمسافات طويلة قصد العلاج. وأضاف أن الجماعة، في إطار اتفاقية مع المديرية الإقليمية للتعليم، أنشأت فضاءات رياضية بمحيط المدارس، مع دعم التعليم الأولي، إيماناً بأن المدرسة القروية لا تقل قيمة عن المدرسة الحضرية.

وفي خطوة وُصفت بالشجاعة، أبرمت جماعة الدير اتفاقية شراكة مع جماعة أكادير، وهو ما اعتبره الرئيس اختراقاً للمركزية المفرطة، ودليلاً على أن الجماعات القروية يمكن أن تبادر، وتفتح آفاق التعاون جنوب-جنوب داخل الجهة نفسها.

وسجلت الجماعة مؤخرًا نقطة مشرفة على مستوى تعبئة الموارد، حيث تمكنت من جلب سيارة إسعاف مجهزة من شركة فرنسية في إطار شراكة تضامنية. هذه المبادرة، حسب الرئيس، جاءت بعد تنسيق طويل ومسار قانوني وإداري مع السلطات المحلية والمصالح القنصلية، مؤكداً أن الجماعة لا تنتظر الدعم فقط من الدولة، بل تبحث عنه حيث يمكن توفيره لخدمة الساكنة.

وعن الانتقادات التي طالت بعض اختيارات المجلس، خاصة من طرف بعض الجمعيات، لم يُخفِ لونيسي أسفه لما وصفه بــ”المزايدات الموسمية”، لكنه شدد في المقابل على أن النقد البناء مرحب به، ويؤخذ بعين الاعتبار، لأنه يغني النقاش العمومي ويساعد على تصحيح المسار:
ليس لدينا ما نخفيه. نحترم المجتمع المدني الحقيقي، ونتواصل باستمرار مع الجمعيات الجادة، لكننا نرفض أن تكون بعض المبادرات مجرد واجهة لخطابات هجومية لا تخدم أحداً.”

أما العلاقة بالمؤسسة الملكية، فبدا فيها الرئيس شديد الاعتزاز وهو يتحدث:
“نحن جنود مجندون وراء جلالة الملك. ما تحقق في عهد جلالته من منجزات تاريخية يجعلنا نضع التنمية المحلية في سياقها الوطني الشامل، ونحن واعون بأهمية مواكبة الرؤية الملكية في تأهيل العالم القروي وتعزيز العدالة المجالية.”

تبقى جماعة الدير، بقيادة عبد الرحمن لونيسي، تسير بخطى واثقة نحو تكريس نموذج محلي في الحكامة والتنمية، يستمد شرعيته من الميدان، ويترجم الالتزام السياسي إلى منجزات ملموسة، تجعل من الجماعة القروية ليس فقط مجالاً إدارياً، بل فاعلاً تنموياً كاملاً.

عبد الرحمن لونيسي رئيس الجماعة الترابية الدير

فيديو

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة