حين تُبنى الملاعب لتُعانق التنمية: المغرب في سباق الزمن نحو 2025 و2030

kapress18 أبريل 2025آخر تحديث :
حين تُبنى الملاعب لتُعانق التنمية: المغرب في سباق الزمن نحو 2025 و2030

المصطفى العياش/كابريس

لم يعد الاستثمار في التظاهرات الرياضية الكبرى ترفاً أو سباقاً محموماً وراء البريق الإعلامي. في المغرب، الأمر أعمق. هو اختيار استراتيجي يروم إعادة توزيع التنمية، وردم الفوارق، وبعث الروح في مدن، بل وفي أجيال.

من قلب وزارة الداخلية، وتحت أنظار كبار المسؤولين الترابيين، خرج فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ليضع النقاط على الحروف: “الرهان اليوم ليس فقط على التنظيم، بل على الجدوى”.

لقجع، وهو يواكب الأشغال الجارية في الملاعب الست التي ستحتضن كأس إفريقيا للأمم دجنبر المقبل، بدا وكأنه يوقّع شهادة ميلاد جديدة لمفهوم التنمية بالمغرب. التنمية التي لا تنطلق فقط من طرق السيارة والسكك الحديدية والمطارات، ولكن من المدرجات، من صخب الجماهير، ومن دينامية المدن التي تتحول إلى أوراش مفتوحة لا تنام.

الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، مراكش وتطوان، ليست مجرد مدن على خارطة البطولة. هي محطات تنموية تشهد اليوم سباقاً مع الزمن، سباقاً لا يهم فقط الأرضية المعشوشبة ولا جودة الإنارة، بل يهم ما بعدها: مناصب شغل، تحفيز للاقتصاد المحلي، وإدماج اجتماعي أوسع عبر الرياضة.

لكن اللقاء لم يكن فقط لحظة محاسبة تقنية. لقد كان، بحسب ما فهم من تصريحات لقجع، لحظة تأكيد على أن المغرب يُعِدّ لمرحلة ممتدة، تنطلق بكأس إفريقيا، لتتوج في أفق 2030 بتنظيم مشترك لكأس العالم. تنظيم لا يُراد له أن يكون فقط في الملاعب، بل في العقول والسياسات والاختيارات.

لقد تحوّلت الرياضة في المغرب إلى ذراع للتنمية، وإلى جسر نحو المستقبل. ومع كل تقرير يُعرض، وكل ورشة تُفتتح، وكل لجنة تُجتمع، يصبح واضحاً أن المملكة تسير في طريق لم تُرسم معالمه على عجل، بل على رؤى، بعضها ملكي، وبعضها تقني، وبعضها مستوحى من شغف الجماهير.

وللقراء الأعزاء،
ليس المهم فقط أن نفوز بكأس إفريقيا أو أن نبهر العالم في مونديال 2030، بل الأهم أن نستثمر هذه اللحظات لنفوز بمعركة التنمية، ونصنع تغييرًا حقيقيًا في حياة الناس. فكل مدرج يُبنى، وكل طريق تُفتح، وكل مشروع يُنجز، هو خطوة نحو مغربٍ يليق بطموحات شبابه.

فلنواكب جميعًا هذا التحول، ولنكن جزءًا من هذا الموعد مع المستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة