بقلم : بدري خالد/كابريس
في مشهد مؤسف ومرفوض، أقدم أحد الفنانين الشعبيين المعروفين بسلوكياته غير المنضبطة على الإساءة لفظيًا لأحد الصحفيين أمام مرأى ومسمع الحاضرين. حادثة تعكس حجم الجحود الذي قد يلقاه رجال ونساء الإعلام، رغم أنهم يشكّلون الجسر الذي يعبر عليه الفنانون نحو قلوب وعقول الجمهور.
فالصحفي، بعدسته وقلمه وميكروفونه، هو الذي يوثق لحظة الإبداع، وينقلها من حدود القاعة أو المنصة إلى فضاء أوسع يصل إلى آلاف، بل ملايين المتابعين. وهو من يمنح العمل الفني حياة أطول من زمن عرضه، ويحول الفنان من مجرد مؤدٍّ محلي إلى نجم يتداول اسمه الناس.
كم من فنان ظل مغمورًا حتى التقطته كاميرا صحفي أو خصصت له صحيفة أو موقع إلكتروني مساحة للتعريف بموهبته؟ وكم من أغنية أو عرض مسرحي أو مهرجان وجد صداه بفضل جهود الإعلاميين الذين يواصلون العمل ليلًا ونهارًا رغم ضعف الإمكانيات وقلة التقدير؟
إن رد الاعتبار للصحفي ليس ترفًا، بل هو واجب أخلاقي ومهني، لأن إهانة الصحفي هي إهانة لرسالة الإعلام برمتها. على الفنان أن يدرك أن وهج الأضواء الذي يحيط به هو ثمرة عمل جماعي، يتقدم فيه الإعلام في الصفوف الأولى. فلولا الصحفي، لما برز الفنان، ولما لمع اسمه في سماء الشهرة.
وليعلم كل فنان أن مقامه بين الناس يقاس أولًا بأخلاقه قبل فنه، وأن من يسيء للصحفيين يسيء لنفسه ويمحو من رصيده الجماهيري أكثر مما يظن. فالشعرة الفاصلة بين النجومية والنسيان قد تقطعها كلمة غير مسؤولة، والإعلام لا يرحم من لا يحترمه.