بقلم: زكرياء الأشرة
أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي الذي وجهه إلى الأمة مساء اليوم الثلاثاء 29 يوليوز 2025، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه المنعمين، أن عيد العرش يشكل محطة متجددة لتجديد روابط البيعة والوفاء، وفرصة لتقييم المنجزات واستشراف التحديات المستقبلية.
وشدد جلالته على أن مسار بناء مغرب التقدم والكرامة، الذي انطلق منذ اعتلائه العرش سنة 1999، لم يكن نتاج ظرفية عابرة، بل ثمرة رؤية استشرافية بعيدة المدى، ارتكزت على أوراش كبرى شملت التنمية الاقتصادية والاجتماعية والهيكلية.
وفي معرض حديثه عن الوضع الاقتصادي، أبرز الملك محمد السادس أن الاقتصاد الوطني تمكن من الحفاظ على مؤشرات إيجابية للنمو، رغم الإكراهات المتتالية، وفي مقدمتها تداعيات تغير المناخ وتوالي سنوات الجفاف، مشيرًا إلى أن هذا الصمود يعكس متانة التوجهات الاقتصادية التي تم تبنيها خلال السنوات الماضية.
كما دعا جلالته إلى مواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني وتنويعه، مع التركيز على الابتكار وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار، باعتبارها رافعات أساسية للنهوض بالمغرب الجديد.
استمرارية في الإصلاح وتكريس الثقة
الخطاب الملكي لم يغفل الإشارة إلى أهمية تعزيز ثقة المواطن في المؤسسات، ودعم العدالة الاجتماعية، وتكثيف العمل في مجالات الحماية الاجتماعية، والنهوض بالرأسمال البشري، وخاصة فئة الشباب.
كما دعا إلى تعزيز التماسك الاجتماعي والجهوي، والمضي قدمًا في تنزيل مشاريع الجهوية المتقدمة، وإعطاء دينامية جديدة للعالم القروي والمناطق النائية.
رؤية ملكية لمغرب المستقبل
يُعيد خطاب العرش لسنة 2025 التأكيد على أن المغرب يقوده طموح ملكي لا يلين، يؤمن بالإصلاح المستمر والمواطنة المنتجة، وأن التحديات، مهما تعاظمت، لن تكون أقوى من إرادة البناء الجماعي المستندة إلى وحدة العرش والشعب
