منير نافيع/كابريس
في مشهد لم يعد غريبا على المتابعين، واصل المعلق الرياضي حفيظ دراجي هجومه الحاد على اللاعبين، وهذه المرة كان النجم الفرنسي كيليان مبابي ضحية تعليقاته اللاذعة. ففي المباراة الأخيرة التي جمعت ريال مدريد وأتلتيك بيلباو، تخطت تصريحات دراجي حدود النقد البناء، لتتحول إلى هجوم شخصي أثار استياء الجماهير والمتابعين على حد سواء.
تعليقات دراجي، التي وصلت حد نعته لمبابي بـ”المريض النفسي” في تصريحات سابقة، دفعت الكثيرين للتساؤل عن موقف إدارة قنوات بي إن سبورت من هذه السلوكيات. هل يتمتع دراجي بحصانة تجعله فوق المحاسبة؟ ولماذا تستمر الإدارة في التغاضي عن تصريحاته التي تُضعف من مصداقية القناة؟
إدارة القناة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، إذ يبدو أنها تفتقر إلى سياسة واضحة لمحاسبة المعلقين على تصريحاتهم المسيئة. ترك دراجي دون رقابة أو مساءلة يثير شبهة الانحياز ويعطي الانطباع بأن هناك تواطؤا ضمنيا أو دعما غير معلن لتصريحاته المثيرة للجدل.
النقد جزء لا يتجزأ من العمل الرياضي، ولكن أن يتحول النقد إلى هجوم شخصي متكرر فهو أمر غير مقبول. وصف مبابي بأنه “يفتقد لكل شيء” في مباراة واحدة، مع سلسلة هجمات سابقة، يُظهر أن دراجي لا يكتفي بنقل الحدث بل يستخدم منصته لتصفية حسابات شخصية. هذا السلوك يسيء ليس فقط للاعبين، بل للمهنية الإعلامية بشكل عام، ويضع القناة في موضع الشبهة.
الغضب الجماهيري المتزايد تجاه دراجي يجب أن يكون رسالة واضحة لإدارة القناة. استمرار تجاهل هذا السلوك يُفقد بي إن سبورت مكانتها كمنصة رياضية محترمة، ويدفع المشاهدين للتساؤل: هل هناك أجندة خفية وراء هذه الهجمات المتكررة؟
حفيظ دراجي، كمعلق رياضي، يجب أن يدرك أن دوره لا يقتصر على نقل المباريات، بل يمتد إلى احترام اللاعبين والجماهير. أما إدارة بي إن سبورت، فعليها أن تتخذ إجراءات صارمة لضمان عدم خروج التعليقات عن الإطار المهني. التهاون في مثل هذه القضايا يضر بالقناة ويضعها في موقف دفاعي دائم أمام جمهورها.
الرياضة ليست ميدانا لتصفية الحسابات، والإعلام الرياضي يجب أن يظل منصة للموضوعية والاحترام، لا مسرحا للإساءات الشخصية.