بقلم: المصطفى العياش ــ سكرتير تحرير جريدة “كابريس”
في لحظة سياسية دقيقة، وعلى بُعد شهور من استحقاقات 2026 التي يُرتقب أن تعيد رسم المشهد الحزبي والتمثيلي بالمغرب، يجد السياسي البرلماني أحمد بريجة نفسه وسط زوبعة إعلامية، عنوانها: “بريجة يقترب من امتلاك 25% من أسهم نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي”.
الخبر الذي انتشر بسرعة البرق، لم يكن سوى إشاعة لا أساس لها من الصحة، كما أكد المعني بالأمر نفسه عبر صفحته الرسمية، نافياً أي علاقة له بهذا الملف، لا من قريب ولا من بعيد، ومطالباً بضرورة تحلي وسائل الإعلام بالمسؤولية، واحترام قواعد التحقق المهني.
بريجة، السياسي البرلماني الذي راكم تجربة وازنة في المجالس المنتخبة، ويُعد من الأسماء “الثقيلة” على مستوى الدار البيضاء، ليس بالشخص الذي تُرشق صورته الإعلامية بالصدفة. فالرجل يحظى بحضور ميداني، ويُعرف بخط تواصلي مباشر مع قاعدته الانتخابية، ما يجعله رقماً صعباً في المعادلة الانتخابية المقبلة، ومؤهلاً للعب أدوار متقدمة داخل حزبه، أو خارجه في حال تغيير الاصطفاف.
توقيت الإشاعة ليس بريئاً. فمع اقتراب لحظة الحسم السياسي في انتخابات 2026، بدأت بعض الجهات تستعمل أدوات ناعمة لتصفية حسابات قديمة، أو لإرباك مسارات مرشحين محتملين عبر تشويه صورتهم إعلامياً، أو رسم بورتريهات غريبة لهم، تُخرجهم من الحقل السياسي المحلي إلى عالم الاستثمارات الدولية الوهمية.
فهل نحن أمام مجرد “زلة صحافية”؟ أم أن جهات ما، داخل أو خارج الجسم الحزبي، أرادت توجيه رسائل مشفرة لرجل أصبح يشكل معادلة انتخابية مقلقة للبعض؟
أحمد بريجة، بردّه الهادئ والمسؤول، لم يُسقط فقط الإشاعة، بل أعاد النقاش إلى أصله: هل نحن فعلاً أمام مشهد سياسي يتسع للمنافسة الشريفة؟ أم أننا دخلنا منطقة الظل، حيث يُصنع الترتيب المسبق لخريطة 2026 على إيقاع التلاعب بالإشاعات وتهريب المعارك إلى خارج الميدان؟
الرياضة هنا لم تكن سوى الواجهة، أما جوهر الصراع… فسياسي حتى النخاع.