
كابريس/ بقلم ليلى بوقفا
تحية لك وبعد …إليك انت أيتها المرابطة والمثابرة والمكابرة …في زمن المحسوبية والويلات والوجع القومي ، في هذا العمود الذي تخاطبك فيه كلماتي واحاول جاهدة ان اكلمك، ان اشاركك الوجع…ان اعطف عليك حتىّ…
هل يمكنني الان ان اخبرك ان مجتمعاتنا جنت علينا من خلال اسلوب التنشئة المعتمد في تربية الفتاة…بعيدا عن قولة “نوال السعداوي ” ان المرأة التي لا تعيل نفسها تخضع،بعيدا عن سلطة المال ومن يمتلكه..بعيدا عن كل ماقد يجعلنا نختلف منذ البدء ، ويشعل فتيل العقيدة والتشريعات والايديولوجيات….
“خلينا نتكلمو كلام يفهمو القلب والعرف العادي” ليس سهلا ان نحصر حديثا كهذا، ان نبسطه دون ان يتوهج فتيل الاختلافات ولوعة التحليلات..
مع ذلك سأكمل….
سيدتي ان المرأة التي تنتظر من الآخر ان يطعمها كيفما كان هذا الاخر، ابا او اخا او شريكا…لن تعرف ابدا كيف تمنح عاطفة مقطرة في معزل عن احتياجها الى الآخر وضرورته المادية لا المعنوية ، الاخر مهم في حياتنا لانه مصدر امان عاطفي يأتي من العشرة والحب….ونحن اليوم نسجل أعلى نسب الطلاق لدى المتزوجات وفي الضفة الأخرى اخريات يلاحقن صحاب “الشكارة” من أجل سواء الارتباط او الهجرة او “التصاحيب”….هؤلاء هن اللواتي كبرن مع احساس ان الماديات في حياتهن هي مسؤولية جيوب الاخر ،ألم يكن حري بنا ان نعلم بناتنا ان مسؤولية احضار خبزهن هي مسؤوليتهن لا أحد اخر وان العلاقات التي تبنى على المصالح المادية في قالب عاطفي هي اهانة لهن أولا قبل أي أحد اخر ….ألم يكن حري بنا ونحن نرتب ظفائر الصغيرة كي تذهب إلى مدرسة الجوار ان نعلمها ان الانوثة كبرياء وكرامة واحترام للآخر لا اعتماد عليه واستغلال جيوبه….وان التوازن هو وقوف بثبات دون الحاجة إلى اتكاء دائم على كتف الآخر …كثرت عليك يا لالة …دعيني اذن اخبرك ان تكوني كل شيء لنفسك فقط وان تكوني بخير…