المصطفى العياش / “كابريس”
في فاجعة تهز وجدان الأمة، ارتقى شهيدان من القوات المسلحة الملكية إلى جوار ربهما، بينما يصارع ثالث جروحه، خلال معركة غير متكافئة ضد عصابات تهريب المخدرات التي تتسلل عبر الحدود في ظل تراخٍ أمني مقلق من الجهة الشرقية.
وقعت الحادثة يوم الأحد المنصرم في منطقة تاكونيت بإقليم زاكورة، حيث كانت دورية عسكرية تؤدي مهامها في تعقب عربة رباعية الدفع محملة بكميات ضخمة من مخدر الشيرا. وبينما كانت القوات المغربية تقترب من إحكام قبضتها على المهربين، اختار هؤلاء اللجوء إلى العنف، فتعمدوا الاصطدام بالدورية العسكرية في محاولة يائسة للفرار، ما أدى إلى إصابات خطيرة في صفوف الجنود.

ولم يمض وقت طويل حتى فارق العريفان فيصل مجاهد ومحمد حسناوي الحياة متأثرين بجراحهما العميقة، بينما يخضع الجندي الثالث للعلاج في ظروف دقيقة. وعقب الحادثة، تحركت القيادة العسكرية بسرعة، حيث تم نقل جثماني الشهيدين بواسطة مروحية إلى مسقط رأسيهما، ليُدفنا في موكب جنائزي مهيب حضرته شخصيات عسكرية ومدنية بارزة، إلى جانب عائلات الفقيدين ومئات المشيعين الذين جاؤوا لتوديع بطلين قدما حياتهما في سبيل أمن البلاد.

الصدمة كانت قاسية، لكن العزم لا ينكسر. القوات المسلحة الملكية جددت العهد على مواصلة التصدي بكل حزم لآفة تهريب المخدرات، التي تتفاقم بسبب التغاضي والتراخي الأمني من الجهة الجزائرية، حيث تحولت بعض المناطق الحدودية إلى ممرات آمنة لعصابات المخدرات العابرة للحدود.

إن هذا الحادث الأليم ليس الأول، ولن يكون الأخير، في حرب طويلة تخوضها المملكة ضد تجار الموت الذين لا يتورعون عن استخدام أي وسيلة للعبث بأمن البلاد. لكن القوات المسلحة الملكية، برجالها الشجعان وتضحياتها الجسام، تثبت كل يوم أنها الحصن الحصين أمام هذه المخاطر، وأنها على أهبة الاستعداد لردع كل من تسوّل له نفسه تهديد استقرار المغرب وأمان مواطنيه.