ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.
رحم الله شهداء فيضانات إقليم طاطا .
وتحية عالية تقديرا وإمتنانا ، لرجال الوقاية المدنية والدرك الملكي والقواة المساعدة والأمن الوطني و السلطة المحلية ، والتي تشكل وحداتها الخلية الإقليمية والجهوية لتدبير الكوارت الطبيعية ، و تحية كذلك لكل المواطنين الذي ساهموا في عمليات الانقاد والمساعدة للساكنة المتضررة ،ولمن توخو الحيطة والحذ والانتباه ، من أصحاب السيارات وسائقي وسائل النقل العمومي ، دون تهور ومغامرة بأرواح المواطنين .
يقول المثل الأمازيغي : ” أمان أر إيسيكيل بدا لباصط أنس .”
بمعنى أن الماء يبحث دائما عن مجراه .
تشكل البيئة اليوم ، ونتيجة التغيرات المناخية التي يعرفها العالم بأسره ، هاجسا لكل الدول ، و موضوعا دا أهمية وراهنية كبرى، توجب تكتيف العمل المشترك الوطني والإقليمي والدولي ، لتجاوز تحديات الجفاف و مختلف الكوارت الطبيعية ، كما أن تأثيراتها إنعكست بشكل مباشر على إقتصاديات العديد من الدولة ،و تسببت في نزوح جماعي للسكان نحو مناطق ودول مجاورة أكثر أمانا ، فأضحت سبابا جديدا من أسباب ،نتيجة الفيضانات والسيول وإنجراف التربة ، التي شهدتها مناطق مختلفة من العالم .
رجوعا إلى إقليم طاطا وورزازات ، وبعض أقاليم المملكة التي شهدت فيضانات غير مسبوقة ، فحسب بعض ساكنة إقليم طاطا وعلى سبيل المثال ، هناك أماكن عرفت تشييد بنايات لسنوات ، وأخرى أنجزت بها طرق معبدة ،و لا يعلم أهلها أنها كانت مجار للسهوب والوديان، اللهم من عمر من ساكنتها لثمانون أو تسعون سنة .
مناطق أخرى ونظرا لتوالي سنوات الجفاف وشح التساقطات المطرية ، شهدت إقبالا غير مسبوق للبناء وتشييد منازل على ضفافها ، والأخطر مقالع بمجاري وديان وأنهار إستزفت مكوناتها لاستخراج مواد البناء الأساسية .
بل أنه في بعض المدن الكبرى، ثم القيام بمشاريع ضخمة تطلبت مد قنوات تحت أرضية ، و تغطية مجاري وديان كانت معروفة لدى بعض الساكنة لسنوات خلت .
ختاما يبقى السؤال الذي يطرح نفسه ، هل تتدخل السلطات المكلفة بالتعميير ووزارة السكن ، والأحواض المائية (خاصة فيما يتعلق بمراقبة المقالع و نسب المواد المستخرجة منها ) ، لإحترام الدراسات المتعلقة بضرورة منع البناء في ضفاف الوديان ومجاريها السابقة ؟ وهل أنجزت فعلا دراسات حمائية في هذا الموضوع لضمان الحق في سكن لائق وآمن ضد مخاطر الفيضانات ؟
وهل جشع المضاربين العقاريين ، وزحف الإسمنت نحو مناطق كانت ولوقت قريب تشكل نقط حمراء ، ولا يسمح فيها البناء ، سرهان ما تحولت لمشاريع سكنية في غياب المراقبة ، و التطبيق السليم والصارم.
ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.
طاطا إشعار لتدارك ما يمكن تداركه …
ولا راد لقضاء الله .