علي عباد: من شغف الجدران إلى نقل فن الشارع المغربي للعالم

kapress1 أبريل 2025آخر تحديث :
علي عباد: من شغف الجدران إلى نقل فن الشارع المغربي للعالم

المصطفى العياش / “كابريس

في عالم الألوان والخطوط، حيث يلتقي الإبداع مع الشغف، نجد فنانًا شابًا استطاع أن يترك بصمته في الفضاء العام عبر جدارياته الفريدة التي تروي قصصًا نابضة بالحياة. إنه علي عباد، الملقب بـ”Alink”، فنان جداريات ومدير فني، خريج المعهد المتخصص في الفنون الغرافيكية بالدار البيضاء.

منذ خطواته الأولى في شعبة الفنون التطبيقية، اختار علي عباد أن يعبّر عن ذاته من خلال الجدران، لتصبح مساحاته المفتوحة لوحات تحاكي الواقع بأسلوب يجمع بين الواقعية والسريالية.

في هذا الحوار، سنحاول الغوص في عالمه الفني، اكتشاف رؤيته، وكشف أسرار مسيرته التي قادته من الشغف إلى الاحتراف.

المصطفى العياش: علي، مرحبًا بك. دعنا نبدأ من البداية، متى أدركت أن الفن سيكون مسارك المهني، وليس مجرد هواية عابرة؟

علي عباد: مرحبًا وشكرًا على الاستضافة. أعتقد أن لحظة الإدراك جاءت خلال سنوات دراستي الثانوية. كنت أشعر بانجذاب قوي نحو الألوان والجدران، وكنت أجد نفسي أقضي ساعات في رسم الغرافيتي دون أن أشعر بالوقت. بعد حصولي على شهادة الباكالوريا، كان القرار واضحًا بالنسبة لي: الفن ليس مجرد هواية، بل هو أسلوب حياة ومسار لا رجعة فيه.

المصطفى العياش: فن الشارع غالبًا ما يُنظر إليه كنشاط خارج الإطار المؤسسي، كيف تعاملت مع هذا التصور أثناء بداياتك؟

علي عباد: هذا صحيح، في البداية كان هناك نوع من التحدي في تقبّل هذا الفن، سواء من طرف المجتمع أو حتى داخل الوسط الفني التقليدي. لكنني كنت مقتنعًا بأن الشارع هو المساحة الأنسب لي للتعبير بحرية، وكنت أؤمن أن الجداريات قادرة على إيصال رسائل قوية تتجاوز حدود القاعات الفنية المغلقة.

المصطفى العياش: أعمالك تجمع بين الواقعية والسريالية، كيف تصف هذه الثنائية؟ ولماذا اخترت هذا الأسلوب بالتحديد؟

علي عباد: أحب المزج بين الواقع والخيال، لأن الحياة في حد ذاتها مزيج من الحالتين. الواقعية تعكس التفاصيل التي نعيشها ونراها كل يوم، أما السريالية فهي البعد العاطفي والرمزي الذي يضيف لقصصي بعدًا آخر، يجعل المشاهد يتوقف للحظة ويتأمل.

المصطفى العياش: هل هناك جدارية معينة تشعر بأنها الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟

علي عباد: نعم، هناك جدارية تجسد لحظة تاريخية من الفخر المغربي، حيث يحتفل البطل الأولمبي سفيان البقالي رفقة زميله بفوزه بالميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع. هذه اللوحة الفنية تعكس قوة العزيمة والإصرار الذي يميز الرياضيين المغاربة، وتخلد لحظة انتصار غامرة بالفخر والفرح الوطني. إنها ليست مجرد تكريم لإنجاز رياضي، بل رمز للأمل ومصدر إلهام للأجيال القادمة.

المصطفى العياش: إلى جانب الجداريات، أنت تعمل أيضًا كمدير فني في مجال الإعلانات. كيف توفق بين المجالين؟

علي عباد: كلاهما يعتمد على الإبداع البصري، لكن الفارق أن الجداريات تمنحني حرية مطلقة بينما في الإعلانات هناك متطلبات تجارية. رغم ذلك، أحاول دائمًا الحفاظ على بعد إنساني وثقافي في مشاريعي، حتى داخل المجال الإعلاني.

المصطفى العياش: أخيرًا، ما هي طموحاتك المستقبلية؟
علي عباد “أسعى إلى الارتقاء بفن الشارع المغربي عبر جداريات ضخمة داخل المغرب وخارجه، والوصول إلى مستوى عالمي من خلال المشاركة في مشاريع فنية دولية تعكس هويتنا الثقافية. كما أطمح إلى تأسيس منصة لدعم الفنانين الشباب، تمنحهم فضاءً حراً للتعبير والإبداع دون قيود.”

المصطفى العياش: شكرًا لك، علي عباد، على هذا الحوار الملهم. نتمنى لك مسيرة مليئة بالإبداع والتألق!

علي عباد: شكرًا لكم، كان من دواعي سروري الحديث معكم من خلال جريدتكم الغراء “كابريس”

حاوره : المصطفى العياش / كابريس

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة