في تقاطع الإعلام والسينما: محمد رضا بنجلون مديرًا عامًا للمركز السينمائي المغربي

kapress27 يونيو 2025آخر تحديث :
في تقاطع الإعلام والسينما: محمد رضا بنجلون مديرًا عامًا للمركز السينمائي المغربي

“كابريس” من إعداد: المصطفى العياش ــ خالد بدري

صادق مجلس الحكومة، خلال اجتماعه المنعقد يوم الخميس 26 يونيو 2025، على مجموعة من التعيينات في مناصب عليا، كان أبرزها تعيين الإعلامي محمد رضا بنجلون مديرًا عامًا للمركز السينمائي المغربي، خلفًا لحالة الفراغ التي دامت منذ مغادرة صارم الفاسي الفهري سنة 2021، ومرور ثلاثة أسماء بالتكليف المؤقت دون تثبيت رسمي.

من القناة الثانية إلى رأس السينما الوطنية

يشكل هذا التعيين منعطفًا واضحًا في مسار المركز، بالنظر إلى الخلفية المهنية والإعلامية لرضا بنجلون، الذي يُعد من أبرز الوجوه المعروفة في المشهد السمعي البصري منذ التحاقه بالقناة الثانية سنة 1995، حيث راكم تجربة تمتد لثلاثة عقود بين تقديم الأخبار، وإنتاج البرامج الوثائقية، وتدبير المحتوى الإعلامي من موقع المسؤولية الإدارية.

ومن أبرز محطاته داخل 2M:

تقديمه لبرنامج “Grand Angle” الذي شكّل منصة لمواكبة الشأن الثقافي والسياسي.

إنتاج وتقديم البرنامج الوثائقي “حكايات ورجال” سنة 2011، والذي ساهم في إبراز شخصيات ومواقف بصيغة بصرية عميقة.

توليه منصب مدير نشرات الأخبار والبرامج الوثائقية، وهو ما جعله مشرفًا مباشرًا على السياسة التحريرية للقناة لسنوات.

هذه التجربة المزدوجة بين الصحافة المكتوبة والمرئية، وبين التقديم والإدارة، تمنحه مشروعية قيادة مؤسسة بحجم المركز السينمائي المغربي، التي تحتاج اليوم إلى نفس إعلامي يواكب تحديات الصناعة السينمائية، من دعم الإنتاج إلى تأهيل البنية القانونية والتنظيمية.

المركز السينمائي المغربي… مرحلة ما بعد الفراغ

منذ مغادرة صارم الفاسي الفهري في أكتوبر 2021، ظل المركز السينمائي المغربي يسير بقرارات مؤقتة:

أولًا عبر مصطفى تيمي.

ثم لاحقًا خالد سعيدي مطلع سنة 2023.

قبل أن يسند التسيير لعبد العزيز البوزدايني.

هذا التنقل بين المسؤولين المؤقتين خلق نوعًا من الجمود المؤسساتي، خاصة في ما يتعلق بتدبير الدعم العمومي للمشاريع السينمائية، وتنظيم المهرجانات، والوفاء بالرهانات المرتبطة بموقع المغرب في الإنتاجات الدولية.

ويأتي تعيين محمد رضا بنجلون ليعيد الاستقرار للمركز، ويمنحه نفسًا جديدًا قد يوازن بين منطق الإدارة الثقافية والممارسة الإعلامية.

لا انتماء حزبي… لكن مواقف فكرية واضحة

رغم غياب أي انتماء حزبي رسمي، فإن لبنجلون مواقف فكرية سجلها في مراحل متعددة، خاصة بعد سنة 2011. فقد عبر عن تحفظه الصريح من الخطاب الشعبوي لبعض التيارات الإسلامية، وخص بالذكر رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران، معبرًا عن رفضه لأي مساس بالحريات الفردية، ومشيدًا بدور المؤسسة الملكية في صيانة توازنات الدولة المدنية.

هذه المواقف، التي عُرفت عنه، تجعله أقرب إلى التوجه الليبرالي المحافظ، غير المنخرط تنظيميًا، لكنها قد تمنحه هامشًا من الاستقلالية في القرار داخل المركز، وهو ما تنتظره الأوساط الفنية من أجل تحرير الدعم السينمائي من أي طابع إيديولوجي.

انتظارات المرحلة الجديدة

تنتظر الأوساط السينمائية من المدير الجديد:

إعادة هيكلة نظام دعم الإنتاج الوطني.

تنزيل قانون الصناعة السينمائية المرتقب.

إعادة الاعتبار للمهرجانات الجادة التي تعاني من تهميش الدعم.

تفعيل الشراكات مع المنصات العالمية.

توسيع برامج تكوين الشباب في métiers du cinéma.

كما سيكون على محمد رضا بنجلون العمل على تعزيز صورة المغرب كوجهة دولية لتصوير الإنتاجات الأجنبية، خصوصًا في ظل الطفرة الرقمية والتحولات الجديدة التي تعرفها الصناعة عالميًا.

في الانتظار… أفكار تتقاطع مع روح المرحلة

وإن كانت المؤسسة اليوم تدخل مرحلة جديدة بقيادة محمد رضا بنجلون، فإن انتظارات المهنيين لا تقتصر فقط على الجانب التدبيري، بل تتجه نحو رؤية شمولية تجعل من المركز السينمائي فاعلًا ثقافيًا وتنمويًا، لا مجرد جهاز إداري.

وفي هذا السياق، تبرز عدة محاور قد تتقاطع مع رؤية المدير الجديد، وتفتح أمامه آفاقًا واعدة، من ضمنها التفكير في رقمنة الأرشيف السينمائي الوطني، وإرساء آلية تواصل شفاف مع المهنيين، وإعادة صياغة الدعم العمومي على أساس الجودة والابتكار، فضلًا عن تثمين المواهب الشابة وتمكينها من فضاءات الإنتاج والتكوين.

كما أن تعزيز الشراكات الدولية، وتوسيع قاعدة التصوير الأجنبي داخل التراب الوطني، خاصة في المناطق الأقل استفادة، تبقى رهانات حقيقية قد تمنح للمرحلة المقبلة طابعًا جديدًا، يُزاوج بين الإبداع والنجاعة.

إنها أفكار أولية، متروكة لنباهة الرجل الذي تمرس في عوالم الصورة والخطاب، وأثبت قدرة على الإنصات والتدبير. وفي ذلك، وحده العمل الميداني سيصنع الفرق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة