في قلعة مكونة… الورد للعرض والإعلام آخر من يعلم!

kapress11 مايو 2025آخر تحديث :
في قلعة مكونة… الورد للعرض والإعلام آخر من يعلم!

في قلعة مكونة، حيث يُفترض أن يُزرع الورد للعطر والجمال، تحوّل “المعرض الدولي للورد العطري” إلى حدث محبط للإعلاميين الذين كانوا يتوقعون أن يكون هذا المعرض فرصة للتغطية المهنية والإعلامية، لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة مع واقع مزري من الإقصاء والتجاهل.

في حين كان الزوار يُدلّلون بالعطور والمجاملات، كان الإعلام يُطرد من الأبواب ويُهان في الممرات. هكذا، في زمن يُقال فيه إن “الورد للعرض”، كان نصيب الصحفيين الشوك، والصد، والاحتقار، وكأن الإعلام آخر من يحق له أن يعلم أو يحضر أو حتى يستمتع بعطر التظاهرة.منذ اليوم الأول، انطلقت أولى الإشكاليات: مراسلون قدموا من مدن بعيدة، حاملين كاميراتهم وأوراقهم، ليجدوا أنفسهم ممنوعين من الدخول، محرومين من الاعتمادات، وكأنهم جاؤوا للتجسس لا للتغطية. أما الشركة المكلفة بالإعلام، فقد احتكرت كل شيء: الصورة، المعلومة، وحتى الهواء داخل قاعات المعرض. بقوة النفوذ والاحتكار، قررت أن الإعلاميين “غير المرغوب فيهم” يجب أن يبقوا خارج اللعبة، بلا تغطية، بلا أكل، بلا مبيت، وبلا كرامة.والأدهى من ذلك، أن إدارة المعرض الفني بدت وكأنها تعتبر الصحفيين خصومًا لا ضيوفًا، فمارست عليهم كل أشكال التضييق: تحديد تحركاتهم، تجاهل بطاقاتهم، بل وحتى تهميشهم في اللقاءات، وكأنهم طفيليون جاءوا لإزعاج الأجواء المعطرة! بدل أن تُسهّل مهامهم وتفتح لهم الأبواب، أقفلتها في وجوههم، ضاربة عرض الحائط بأبسط قواعد المهنية والاحترام.

تُطرح هنا أسئلة هامة: كيف لتظاهرة تحمل صفة “الدولي” أن تُدار بعقلية الإقصاء المحلي؟ وكيف لمعرض يُفترض أن يُشهر قلعة مكونة عالميًا، أن يتحوّل إلى فضيحة تنظيمية تهين الإعلام الوطني، وتدوس على صورته أمام الضيوف الأجانب؟ إذا كان هذا هو النموذج الذي نقدّمه للعالم، فبئس النموذج وبئس الرسالة!.

إن ما جرى بقلعة مكونة ليس مجرد زلة تنظيمية عابرة، بل هو ناقوس خطر يقرع بشدة، مُعلنًا أن هناك من ما زال يعتقد أن الصحافة حائط قصير يمكن القفز عليه وقتما شاء، وأن التظاهرات الدولية يمكن أن تُدار بالعقلية القديمة التي تكمّم الأفواه وتُقصي من لا يدخل في الصف.

رسالة موجهة إلى وزارة الفلاحة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ، إننا، كإعلاميين، نطالب اليوم بكل وضوح من وزارة الفلاحة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بتوضيح رسمي حول ما جرى في هذا المعرض الذي تحول من حدث دولي يُفترض أن يعكس صورة مشرفة عن وطننا، إلى ساحة لتضييق الحريات الإعلامية وإقصاء الصحفيين من أداء دورهم المهني.

إن إقصاء الإعلاميين، احتكار التغطية، والظروف اللوجستيكية السيئة التي فُرضت على الصحافة، لا يمكن أن تُعتبر مجرد أخطاء تنظيمية بسيطة.

نطالب بفتح تحقيق رسمي في هذا الموضوع، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل الذريع. وإذا كانت الوزارة تأمل أن يصبح هذا المعرض منارة عالمية، فإنها لا بد أن تبدأ من هنا: من احترام الإعلاميين، وتوفير ظروف عمل ملائمة لهم، وفتح المجال أمام كافة المنابر الإعلامية بحرية، ودون تمييز أو احتكار.

فإذا كان المنظمون فعلاً يطمحون لأن يرتقي هذا المعرض إلى منصة إشعاع دولي، فعليهم أن يبدأوا من هنا: من احترام الإعلام، من تمكين الصحفيين من أداء دورهم، من فتح الأبواب بدل غلقها، ومن توزيع عطر الورد على الجميع، لا تركه حكرًا على دوائر الاحتكار والمحسوبية. لأن الورد… لا يليق أن يُغرس في أرض الإقصاء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة