قصص من المهجر”بين وهم الهجرة وجحيم الغربة… قصة شابة سقطت في فخ الزواج عبر الإنترنت”

kapress6 ديسمبر 2025Last Update :
قصص من المهجر”بين وهم الهجرة وجحيم الغربة… قصة شابة سقطت في فخ الزواج عبر الإنترنت”


هنا فرنسا… حيث سقط حلم فوزية وبدأت المعاناة”


إفتتاحية
ليست كل الرحلات نحو أوروبا تبدأ بالأحلام وتنتهي بالسعادة… أحيانًا تنقلب الهجرة إلى بوابة نحو الألم، الصدمة، والانكسار.
في هذا الحوار المؤلم، تفتح لنا (السيدة فوزية المنصوري.27سنة) قلبها لتحكي قصتها بصوت خافت، قصة شابة ريفية الأصل ولدت في شرق المغربي.. حلمت يومًا بحياة كريمة في فرنسا، فإذا بها تجد نفسها محاصرة بين زوج مستبد، عائلة لا ترحم، وغربة قاتلة.
هي اليوم أمّ لطفلين، في كل يوم، وفي كل صباح تقاوم واقعًا لم تختره لنفسها. ورغم كل الجراح، أرادت أن تشاركنا بحرقة تجربتها في عالم الغربة.. لتقول كلمة واحدة: “لا تثقوا بالزواج عبر الإنترنت… ولا تجعلوا وهم الهجرة يخطف حياتكم.”

🟦 الحوار

● السؤال الأول: سيدتي الفاضلة دعينا نعود إلى البداية… كيف ولدت لديك فكرة الهجرة؟
الجواب:
كنت بنت البادية، ريفية الأصل ..بسيطة وهادئة، لكني كنت أحلم كباقي الفتيات دائماً بالخروج من الفقر والروتين. كنت أظن أن أوروبا هي الحل الوحيد والاوحد… وأنها الباب لحياة أفضل. كل ما كنت أراه على الإنترنت جعلني أصدق أن الهجرة هي الخلاص.
● كيف تعرفتِ على الشخص الذي أصبح زوجك فيما بعد –
تعرفت عليه عبر الإنترنت. كان يقدّم نفسه كإنسان محترم، طيب، ووعدني بحياة جميلة في فرنسا. كانت عائلتي تثق بي، ورأت في الأمر فرصة. وبعد أشهر قليلة، تزوجنا على سنة الله ورسوله.كنت في 22سنة
● كيف كانت أول أيامك في فرنسا؟ هل شعرتِ بأن الحلم بدأ يتحقق؟
في الحقيقة في البداية كنت سعيدة… مجرد وصولي لفرنسا كان بالنسبة لي حلمًا تحقق. لكن بعد أسبوع واحد فقط، بدأ كل شيء يتغير.
أدخلني زوجي إلى شقة صغيرة تجمعه مع عائلته… سبعة أشخاص في بيت لايسع لذلك ..ضيق لا يمنح أي خصوصية أو راحة.

● كيف كانت معاملتهم لك؟
شعرتُ منذ البداية أنني غريبة… كنت أشعر بنظرات الرفض. كنت أقوم بكل الأعمال المنزلية دون شكوى، فقط كي لا أدخل في مشاكل. لكنهم لم يكونوا راضين عن أي شيء.

● متى بدأت المرحلة الأسوأ؟
في الشهور الأخيرة من حملي…(كانوا رافضين فكرة الحمل.. )وفي إحدى الليالي الباردة، حاولت عاءلة زوجي خلق مشكل لا أساس له من الصحة ..مما تسبب في دخول زوجي في نقاش حاد معي، ثم طردني من الشقة. خرجت إلى الشارع بدون مال، وبدون أوراق..في تلك المدينة كنت لااعرف اي احد لأنني كنت ممنوعة من الخروج سابقا ..فكانت بداية الحكاية..
● ماذا وقع لك عند خروجك من المنزل؟
(تعطي الضحية جوابًا بقلب مكسور)
كنت تائهة في الشارع، خائفة، ليلتين وانا أنام في الشارع ..في جو بارد وبدون ماكل ومشرب..وفي الليلة الثالثة حاولت أن أجد مكان يمنحني الدفء .. وبالفعل وجدت عربة مهجورة دخلت لها بهدوء ..ونمت نوما عميقا .. في منتصف الليل أحسست احدا يلمسني نظرت له ومن شدة التعب لم اتفحصه جيدا ..كان في حالة سكر يقترب مني ..أردت أن أفلت بجلدي لكن الأمر صعب لأنهم أصبحوا أربعة رجال (Gaëtans) . حاولت الهرب لكني لم أستطع. تعرضت عندها لأسوأ ما يمكن أن تعيشه امرأة… اغتصبوني وتركوني ملقاة.
كنت أبكي بالألم والخوف… ولم أستطع إخبار أحد. لم تكن لدي أوراق إقامة، وكنت خائفة من الشرطة، خائفة من أن يعيدوني للمغرب.


● لماذا اخترتِ الصمت؟
لأنه لم يكن لدي أي حماية. لا عائلة هنا، لا أوراق، ولا حتى بيت. كنت خائفة من أن يلقي بي أي مركز شرطة خارج البلد. لذلك حملت ألمي في صدري وصمتُّ.

● هل عاد زوجكِ بعد ذلك؟ وكيف أصبح وضعكِ الآن؟

عاد… ليس لأنه ندم، بل لأنه يريد أن أعمل لخدمته ولخدمة عائلته. اليوم عندي طفلان منه، وأنا أحاول فقط أن أعيش… أن أربي أولادي بعيداً عن المشاكل.
ما زالت الجراح في داخلي… وما زالت الذكريات تؤلمني..خصوصا الأربع وحوش ..والتي أصبحت كالكوابيس في دماغي

● لماذا لا تفكرين في العودة إلى المغرب؟

العودة صعبة… لأن عائلتي كانت تحلم لي بحياة سعيدة في فرنسا. كيف سأعود وأنا محطمة؟ كيف سأشرح لهم ما وقع؟
وأيضًا… نساء كثيرات في البادية ما زلن يعتقدن أن أوروبا جنة. رجوعي قد يقتلهم قبل أن يصدّقوا الحقيقة.

● اليوم… ماذا تقولين للفتيات اللواتي يفكرن في الزواج عبر الإنترنت؟

أقول لهن بكل صدق:
لا تثقن بأي رجل وراء الشاشة.
الزواج عبر الإنترنت قد يكون أكبر فخ… لا تعرفين من يقف أمامك، ولا نواياه. الإنسان الحقيقي تعرفينه عندما تعيشين معه، لا عندما يكتب لك كلمات جميلة.

● وما رسالتك بخصوص حلم الهجرة؟

الهجرة ليست حلاً…
الحياة البسيطة وسط أهلك أفضل بكثير من غربة تُطفئ روحك.
كنت أظن أن أوروبا جنة، لكني رأيت الجحيم.
ليتني بقيت في قريتي… ليتني فهمت أن الكرامة ليست في البلد الذي تعيش فيه، بل في الطريقة التي تعيش بها.
خاتمة
هذه ليست مجرد قصة… إنها تحذير، وصوت امرأة دفعت ثمن الثقة العمياء بالحلم الأوروبي.
قصة (فوزية المنصوري.) ليست استثناءً، بل هي مرآة لنساء كثيرات اخترن الصمت خوفاً من المجتمع، أو من الترحيل، أو من العار.
من خلال شهادة،فوزية.. فإن الهجرة ليست دائمًا بداية حياة جديدة… بل أحيانًا بداية جرح لا يندمل.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News