ادريس بينهم /كابريس
حلّت صباح يوم الخميس لجنة تفتيش مركزية تابعة لمفتشية وزارة الداخلية بمدينة كلميم، في إطار زيارة تهدف إلى الوقوف على مستجدات الأوضاع المحلية، وما رافق دورة أكتوبر للمجلس الجماعي من نقاشات وتطورات أثارت جدلاً واسعاً.
تعود شرارة الخلاف إلى الكلمة التي ألقاها عبد الله النجامي، نائب رئيس المجلس الجماعي لكلميم، خلال دورة أكتوبر المنعقدة يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، والتي عبّر فيها عن وجود معيقات كبيرة تُعطّل عدداً من البرامج التنموية بالمدينة، مبرزاً أن حوالي 80 في المائة من المشاريع توقفت، من بينها مشاريع تم التوقيع عليها أمام جلالة الملك بمدينة الداخلة سنة 2014.
وفي خضم تفاعل الرأي العام مع الكلمة التي انتشرت على نطاق واسع، أصدر المجلس الجماعي لكلميم بياناً يوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، أكد فيه وجود ما وصفه بـ”غياب إرادة حقيقية لإنجاح تجربة المجلس الحالي”، متهماً بعض الجهات بـ”فرملة عجلة التنمية” وتعطيل تنفيذ المشاريع المبرمجة، إلى جانب “عدم تفعيل آليات الحكامة المنصوص عليها في الاتفاقيات”.

من جهته، اعتبر الفاعل المدني الأستاذ مصطفى كرامي أن “خطاب المظلومية مرفوض تماماً”، مضيفاً أن “رمي المسؤولية في اتجاهات عشوائية عبث سياسي، خاصة في لحظة تعرف غلياناً شبابياً، ما يجعل نشر مثل هذا الخطاب خطوة غير موفقة”. وأشار كرامي إلى أن رئيس المجلس الجماعي يشغل أيضاً مهمة المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهو نفس الحزب الذي تنتمي إليه رئيسة جهة كلميم وادنون، ما يمنح الأغلبية السياسية لهذا التوجه ويطرح تساؤلات حول منطق الصراع الداخلي.
أما المستشار بمجلس جهة كلميم وادنون محمد أبودرار، فقد زكّى وجود اختلالات في البرامج التنموية، مؤكداً أنه كان “أول من جاهر بمسؤولية الوالي ورئيسة الجهة عن تعثر التنمية بواد نون”، مضيفاً: “طالبتُ، وفي حضورهما، بعزلهما وفق المساطر القانونية، لأن ما تعيشه كلميم من تأخر هو نتيجة مباشرة لتدبيرهما وحساباتهما الضيقة.” كما حمّل أبودرار الحكومة والقطاعات الوزارية المعنية مسؤولية إضافية بسبب ما وصفه بـ”التماطل والبيروقراطية التي تُعرقل تنفيذ المشاريع في آجال معقولة”.

وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج لجنة التفتيش المركزية، تبقى جهة كلميم وادنون – التي تُلقّب بـ”الجهة الاستثناء” – تعيش على وقع صراعات سياسية وإدارية متكررة تعيق التنمية المحلية. ويرى عدد من المتتبعين أن الخاسر الأكبر من هذه التجاذبات هو الشباب المحلي، الذين يجدون أنفسهم بين خيارين صعبين: إما البقاء في منطقة تعاني بطئ التنمية، أو المغامرة بالهجرة السرية التي تشهد نسباً مرتفعة في صفوف شباب الجهة.

