محمد الحبيب بلكوش.. رجل الحقوق والحوار الذي يجمع بين الفكر والميدان

kapress28 مارس 2025آخر تحديث :
محمد الحبيب بلكوش.. رجل الحقوق والحوار الذي يجمع بين الفكر والميدان

المصطفى العياش / “كابريس”

عيّن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم الجمعة 28 مارس 2025، محمد الحبيب بلكوش مندوبًا وزاريًا مكلفًا بحقوق الإنسان، خلفًا للراحل أحمد شوقي بنيوب. ويعد محمد بلكوش من الشخصيات البارزة في مجال حقوق الإنسان، حيث راكم تجربة غنية في هذا المجال عبر مسيرة حافلة بالمسؤوليات والمساهمات الأكاديمية والحقوقية.

شغل محمد بلكوش منصب رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، كما أنه خبير ومستشار لدى العديد من المؤسسات الوطنية والدولية، الحكومية وغير الحكومية، في قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. وقد سبق له أن تقلد عدة مناصب بارزة، من بينها خبير مستشار لدى وزير حقوق الإنسان بين عامي 1998 و2000، ومدير مركز التوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان الذي تم إنشاؤه بشراكة مع الأمم المتحدة بين عامي 2000 و2005. كما تولى إدارة برنامج الهجرة لدى الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان، وكان منسقًا وطنيًا لمشاريع التعاون الدولي في هذا المجال، فضلًا عن عضويته في الأمانة العامة للجنة الوطنية لليونسكو بين 1983 و1993، وتدريسه لمادة الفلسفة لأكثر من عقدين.

وقد ساهم محمد بلكوش في إعداد مجموعة من الدراسات والتقارير المهمة التي كان لها أثر واضح في المشهد الحقوقي بالمغرب، من بينها تقرير الخمسينية للتنمية البشرية عام 2005، والتقرير الوطني حول أوضاع الطفولة بالمغرب لصالح منظمة اليونيسيف سنة 2006، كما شارك في إعداد التقارير الوطنية التي تقدمها المملكة إلى لجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. إلى جانب ذلك، أشرف على العديد من الورشات التكوينية في مجالات حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية داخل المغرب وخارجه، وساهم في تطوير منهجيات التدريب والتكوين في هذا المجال.

وتقديرًا لإسهاماته المتميزة، حصل محمد الحبيب بلكوش في دجنبر 2022 على الجائزة الوطنية للمجتمع المدني في نسختها الرابعة، حيث نال الجائزة الأولى في فئة الشخصيات المدنية، تكريمًا لدوره البارز في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان وبناء القدرات في هذا المجال. وقد كان من المبادرين إلى إطلاق مبادرة “الوقاية من التعذيب وبناء ثقافة حقوق الإنسان”، التي تهدف إلى تكوين موظفي ومسؤولي المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وتزويدهم بالمعرفة والأدوات الكفيلة بترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والوقاية من التعذيب.

وفي إطار رؤيته لتعزيز الثقافة الحقوقية بالمملكة، لطالما أكد الحبيب بلكوش على أهمية إشراك مختلف الفاعلين، وعلى رأسهم الشباب، في مسار الدفاع عن حقوق الإنسان، مشددًا على أن حماية هذه الحقوق وترسيخها مسؤولية جماعية تتطلب انخراطًا واعيًا ومستمرًا. كما يولي اهتمامًا خاصًا لبناء قدرات الفاعلين المعنيين بإنفاذ القانون، من خلال تعزيز التكوين والتدريب في مجالات حقوق الإنسان، بما يضمن توافق السياسات والممارسات مع المبادئ الكونية لحقوق الإنسان.

إلى جانب مساره الحقوقي، كان الحبيب بلكوش من القيادات البارزة في حزب الأصالة والمعاصرة، حيث استقطبه إلى الحزب، فؤاد عالي الهمة مؤسس حركة لكل الديمقراطيين وحزب الأصالة والمعاصرة، وشغل الحبيب منصب الأمين العام بالنيابة لحزب البام بين عامي 2017 و2018.

ويُعرف الحبيب بلكوش بدماثة أخلاقه وتواضعه في التعامل مع مختلف الفاعلين، سواء داخل المؤسسات الرسمية أو في الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني. فهو رجل حوار بامتياز، يشجع على النقاش الهادئ والبنّاء، ويؤمن بأهمية إشراك جميع الأطراف في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان. كما يشهد له زملاؤه ومحيطوه بحسن تعامله وانفتاحه على الآراء المختلفة، مما أكسبه احترامًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية على حد سواء.

ويعد تعيين محمد الحبيب بلكوش في هذا المنصب تتويجًا لمسار مهني غني بالتجربة والخبرة في قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، حيث يجمع بين الرؤية الأكاديمية والخبرة الميدانية، مما يؤهله لمواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان وترسيخ مبادئها في مختلف المجالات.

متابعة : المصطفى العياش/كابريس

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة