بقلم : منير نافيع
قال مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حوار تلفزيوني مع إحدى القنوات الدولية إن الصحراء مغربية، وذلك بعدما استعملت الصحفية التي كانت تحاوره عبارة “الصحراء الغربية”.
وردّ المستشار بسرعة قائلا: “بل الصحراء المغربية”، في تأكيد واضح على الموقف الأمريكي المعروف بدعمه لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وأوضح المستشار خلال الحوار أن زيارة مسعد بولس إلى الجزائر ولقاءه بالرئيس عبد المجيد تبون كانت مناسبة لمناقشة العلاقات بين الجزائر والمغرب، مشيرا إلى أن الجانب الجزائري عبّر عن رغبة في إصلاح العلاقات مع المملكة المغربية وفتح صفحة جديدة تقوم على الحوار وحسن الجوار.
وبعد حديثه عن زيارة الجزائر، سألته الصحفية عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم فتح قنصلية لها في الصحراء المغربية، فأجاب قائلا: “نعم، هذا مؤكد”
وأكد أن هذا القرار يأتي في إطار التزام الولايات المتحدة بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، وتعزيز التعاون المباشر مع الأقاليم الجنوبية للمملكة.
كما استحضر المستشار خطابات جلالة الملك محمد السادس، التي شدد فيها على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الواقعي والعادل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأشار إلى أن الملك محمد السادس دعا في أكثر من مناسبة الجزائر إلى طي صفحة الخلافات ومد اليد من أجل بناء مغرب عربي متعاون ومستقر يخدم مصلحة شعوب المنطقة.
هذا التصريح يعكس وضوح الموقف الأمريكي واستمراره في دعم الحل المغربي، كما يدل على أن الجزائر بدأت تراجع بعض مواقفها في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.
والحديث عن “إصلاح العلاقات” بين البلدين يشكل مؤشرا إيجابيا يمكن أن يمهد لمرحلة جديدة من الحوار والتفاهم بعد سنوات من القطيعة والتوتر.
إشارة مستشار الرئيس الأمريكي إلى خطابات الملك محمد السادس تُظهر أن الرؤية المغربية القائمة على الواقعية والانفتاح أصبحت تجد صدى واسعا في الأوساط السياسية الدولية، خصوصا وأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى اليوم بتأييد عدد متزايد من الدول.
تصريح مستشار الرئيس ترامب يندرج في سياق دولي يعرف اعترافا متزايدا بمغربية الصحراء، خاصة بعد افتتاح العديد من القنصليات في مدينتي العيون والداخلة، وهو ما يعزز الموقف المغربي على الساحة الدبلوماسية.
وفي الختام، تمثل هذه التصريحات إشارة سياسية جديدة تؤكد عدالة الموقف المغربي، وتعكس رغبة دولية في دعم الحل السلمي المبني على مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتباره الخيار الواقعي الذي يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية.
